للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحيَّات، ويحبُّ السَّماحة ولو بكفٍّ من تمرات" (١).

وهذه الأربعة هي الفضائل التي ترتفعُ بها الدرجات، ويتميَّز بها ذوو المراتب العليَّات، وقد اتفق على فضلها جميعُ أنواع البريَّات، والشيطانُ فهِمَّتُه مصروفةٌ إلى أصحابها، وسهامُه مُفَوَّقةٌ نحو أربابها؛ لأنهم إذا سَلِمُوا منه قطعوا عنه مادة الفساد، وأصلحوا بأمر الله العباد والبلاد.

وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: ٢٠١].

وفي الحديث: "مثَل المؤمن مثَل الفَرَس في آخيَّته، يجولُ ثم يرجعُ إلى آخيَّته، كذلك المؤمنُ يجولُ ثم يرجعُ إلى الإيمان" (٢).


(١) أخرجه أبو عبد الرحمن السُّلمي في "الأربعون في التصوف" (٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٨٠)، والبيهقي في "الزهد" (٩٥٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١٩٩) وغيرهم من حديث الحسن عن عمران بن حصين - رضي الله عنه -.
وفي إسناده ضعفٌ شديدٌ وإرسال. انظر: "المغني عن حمل الأسفار" (١٧٧٤)، و"تخريج الأربعين السلمية" للسخاوي (٤٩ - ٥١). وقد استشهد به شيخ الإسلام في "درء التعارض" (٥/ ١٣١) ومواضع أخرى وأشار إلى أنه مرسل.
(٢) أخرجه أحمد (١١٥٢٦)، وأبو يعلى (١١٠٦)، وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بسندٍ ليِّن، وصححه ابن حبان (٦١٦).

وله شاهدٌ واهٍ من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، عند الرامهرمزي في "الأمثال" (١٢٦). انظر: "السلسلة الضعيفة" (٦٦٣٧).
والآخيَّة: حبلٌ أو عودٌ يُعْرَض في الحائط، ويُدْفَنُ طرفاه فيه، ويصيرُ وسطُه كالعُروة، تُشَدُّ إليه الدابة. "النهاية" (أخو).