للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعادة (١)، يعني (٢) الفطرة الثانية، ليست الفطرة الأولى، وبكلا الفطرتين فُسِّر قولُه - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ مولودٍ يولدُ على الفطرة" (٣)، وتفسيره بالأولى واضح.

وقال (٤) محمد بن كعب القُرظي ــ وهو من أفاضل تابعي أهل المدينة وأعيانهم، وربَّما فُضِّل على أكثرهم ــ في قوله: الجبَّار (٥)، قال: "جَبَر العبادَ على ما أراد" (٦)، ورُوِي ذلك عن غيره (٧).

وشهادةُ القرآن والأحاديث، ورؤيةُ أهل البصائر والاستدلال التامِّ، لتقليب الله سبحانه قلوبَ العباد، وتصريفِه إيَّاها، وإلهامه إيَّاها فجورَها وتقواها، وتنزيلِ القضاء النافذ من عند العزيز الحكيم في أدنى مِن لَمْحِ البصر على قلوب العاملين (٨) حتى تتحرَّك الجوارحُ بما قُضِيَ لها وعليها = بيِّنٌ غاية البيان إلا لمن أعمى الله بصرَه وقلبَه.


(١) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (٢/ ١٤٥)، و"تهذيب الآثار" للطبري (٢٦٣ - مسند باقي العشرة)، و"عمدة الكتاب" لأبي جعفر النحاس (٣٠٦)، و"منهاج السنة" (٣/ ٢٤٧)، و"درء التعارض" (١/ ٢٥٦)، و"مجموع الفتاوى" (٨/ ١٣٢، ٤٦٥).
(٢) (ف): "وهذه".
(٣) أخرجه البخاري (١٣٨٥)، ومسلم (٢٦٥٨) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) (ف): "قاله". وهو تحريف مفسد للمعنى.
(٥) أي في تفسير اسم الله "الجبار".
(٦) أخرجه الخلال في "السنة" (٩٣٥، ٩٣٦)، والثعلبي في "الكشف والبيان" (٩/ ٢٨٨)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١/ ٨٩)، وغيرهم.
(٧) رواه ابن جرير (٢٢/ ٥٥٤) عن قتادة. وانظر: "شأن الدعاء" للخطابي (٤٨).
(٨) (ف): "العالمين".