للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقتالُ المحارِبين كهذا ... واجبٌ باتفاق أمَّة أحمَدْ

ثم قتلُ الفردِ الذي يُظْهِر القو ... لَ برفضٍ أو بالخروج المُفَنَّدْ

هو قتلٌ لأجل تركِ فسادٍ ... ومُروقٍ عن محضِ دين محمَّدْ

وهو أولى القولين من علماء الدْ ... دِين وأدنى إلى الصواب وأرشَدْ (١)

وبه جاءت الأثارةُ عن مثـ ... ـل عليٍّ (٢) وهو الإمامُ المسدَّدْ

لكنِ القتلُ لا يجوزُ لِمُخْفٍ ... مُسْتَسِرٍّ وبالهدى هو يَشْهَدْ

ومقالُ الأقوام (٣) شرُّ مقالٍ ... وهو كفرٌ من شرِّ كفرٍ وأجحَدْ

لكنِ الكفرُ في حقوق أناسٍ ... دخلوا في عموم من يَتَشَهَّدْ

ضلَّ عنهمْ ما جاء عن خاتم الرُّسْـ ... ـلِ من الوحي والبيان المؤيَّدْ

خطأٌ منهمُ وزيغٌ عن الحقْ ... قِ وجهلٌ وسوءُ رأيٍ مُفَنَّدْ

فإذا لم تَقُم عليهم حجةُ اللـ ... ـهِ فهم عن عقوبة الله بُعَّدْ

إذ مضى حكمُ خالق الخلق جمعًا ... في الكتاب الذي به جاء أحمَدْ

أنه لا يعذِّبُ الخلقَ إلا ... بعد بعث الرُّسْل الكرام ليُعْبَدْ (٤)

وله الحمدُ إذ هدانا إلى الدِّيـ ... ـنِ دينِه الكامل القويم المُسَدَّدْ

وعلى خاتم النبيِّين منَّا ... صلواتٌ مع السَّلام المُسَرْمَدْ


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٨/ ٤٧٥، ٤٩٩).
(٢) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قتله للسبئية وقتاله للخوارج. انظر: "جامع المسائل" (٥/ ٣٧).
(٣) الرافضة.
(٤) قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥].