للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تيسَّر من القرآن, فإذا قرأ القارئ في بيته وأهدى إليه, فهل تبرأ ذمتُه بذلك أم لا؟

الجواب: الحمد لله, إذا كان له عذرٌ مثل مرضٍ أو مطرٍ أو وحلٍ ونحو ذلك مما يُسْقِط الجماعة = يَسْقُط عنه حضورُه في ذلك المكان, وكفاه القراءة في بيته.

وإن لم يكن له عذرٌ ففي ذلك نزاع، وليس في الدلالة الشرعية ما يقتضي وجوب ذلك؛ فإنه لم يقل أحدٌ من المسلمين: إن قراءة القرآن على القبور أفضل من قراءته في البيوت, بل تنازعوا في كراهة القراءة على القبور.

فإذا قرأ في بيته وأهدى إليه كان عند من يقول: إن القراءة تصل إلى الميت, كأحمد وأبي حنيفة ومن وافقهما من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما = أفضل ممن يقرأ على القبر ويُهْدِي له, والله أعلم (١).

* ... * ... *


(١) انظر: "اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/ ٧٤٣)، و"مجموع الفتاوى" (٣١/ ٢٦ - ٥٢)، و"الفروع" (٣/ ٤٢٠)، و"الاختيارات" للبعلي (١٣٦، ١٣٧).