للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* أما حمدُ المدح، فإنه محمودٌ على كلِّ ما خلق، إذ هو ربِّ العالمين، و {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

* وأما حمدُ الشكر، فلأن هذه نعمةٌ في حقِّ المؤمن إذا وفِّق للصبر عليها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقضي الله للمؤمن من قضاءٍ إلا كان خيرًا له، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاءُ شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبَر فكان خيرًا له" (١).

وهي نفسُها تكفِّر خطاياه، ويؤجرُ على الصبر عليها، ففيها له مغفرةٌ من جهة ما تكفِّره من الخطايا، وله فيها رحمةٌ من جهة ما يؤجرُ على الصبر عليها، لا سيَّما إذا اقترن بها توبةٌ وإنابةٌ إلى الله، وتوكُّلٌ عليه، وتوحيدٌ له، وإخلاصُ الدين له؛ فإنها تكون من أعظم النعم.

ومصيبةٌ تُقْبِلُ بك (٢) على الله خيرٌ لك من نعمةٍ تُنْسِيك ذكرَ الله.

وقد قال بعض السَّلف: "يا ابن آدم، لقد بورك لك في حاجةٍ أكثرتَ فيها قرعَ باب سيِّدك" (٣).

وفي الحديث: "إذا قالوا للمريض: اللهم ارحمه، يقول الله: كيف أرحمُه


(١) تقدم تخريجه قريبًا.
(٢) "تسلية أهل المصائب" لشمس الدين المنبجي (١٧٣): "بها"، وما في الأصل أجود. وقد نقل المنبجي كثيرًا من هذه القاعدة، كما سلف في مقدمة التحقيق.
(٣) ذكره كذلك في "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٣٣٣، ٢٢/ ٣٨٥)، ونقله عنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (١/ ١٤٠، ٢/ ١٨٥)، ولم أعثر عليه في مصدر متقدم.