للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حق الغير، إذ لا مزيد لهم في ترقياتهم إلا من هذا الباب (١). وذكر بعضهم أنهم ثمانية في كل زمن لا يزيدون ولا ينقصون، عليهم أعلام القبول في أحوالهم، ويغلب عليهم الحال بغير اختيارهم، أهل علم الصفات الثمانية، ومقامهم الكرسي، لا يتعدونه ما داموا نجباء، ولهم القدم في علم تسيير الكواكب كشفاً واطلاعاً، لا من جهة طريقة علماء هذا الشأن (٢).

(٦) النقباء: هم ثلاث مائة، وهم الذين تحققوا بالاسم الباطن، فأشرفوا على بواطن الناس، فاستخرجوا خفايا الضمائر، لانكشاف الستائر لهم عن وجوه السرائر. وهم ثلاثة أقسام: نفوس علوية، وهي الحقائق الأمرية، ونفوس سفلية، وهي الخلقية، ونفوس وسطية، وهي الحقائق الإنسانية، وللحق تعالى في كل نفس منها أمانة منطوية على أسرار إلهية وكونية (٣).

عرضنا فيما سبق- باختصار- بعض ما عثرنا عليه من النصوص التي تبين تعداد رجال الغيب ومراتبهم وألقابهم وصفاتهم ووظائفهم.

وكل من يطلع عليها يستغرب وجودها في المصادر، ولكن هذا هو الأمر الواقع عند الصوفية، وهذه معتقداتهم التي أعلنوا عنها في


(١) انظر: "الفتوحات المكية" (٣/ ٢٤٤)، و"التعريفات" ص ٢٥٩، و"اصطلاحات الشيخ محي الدين ابن عربي" ص ٢٨٦.
(٢) "التوقيف " ص ٣٢٢.
(٣) "التعريفات" ص ٢٦٦، "اصطلاحات الصوفية" للقاشاني ص ٩٦، "التوقيف" ص ٣٢٩.