للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يتوبوا إلى الله ويَستغفروه، ففي صحيح البخاري (١) عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "واللهِ إني لأستغفر الله وأتوبُ إليه في اليومِ أكثر من سبعين مرةً".

وفي صحيح مسلم (٢) عن الأغرّ المزني عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّه قال: "يا أيها الناس، تُوبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم مئة مرة".

وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٣): "إنّه لَيُغَانُ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة".

وثبت عنه في الصحيحين (٤) أنه كان يقول: "اللهم اغْفِرْ لي هَزْلي وجدِّي، وخَطَئي وعَمْدِي، وكلُّ ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدَّمتُ ومَا أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، أنتَ إلهي لا إله إلاّ أنتَ".

وهذا وأمثاله في دعاءِ الأنبياء وتضرُّعِهم واستغفارِهم وتوبتهم كثير في الكتاب والسنة، وهم يسألون الله رحمتَه لهم ولغيرِهم، ويستعيذون بالله من عذابه أن يَنزِلَ بهم أو بمن يطلبون دفعَه عنهم، فكيفَ يكون تعذيبُ ربّ العالمين لمن شاء تعذيبَه لا يكون إلاّ برِضا بعضِ الناس؟.

لكن قد ثبتَ في الصحيحين (٥) عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه مُرَّ عليه بجنازة، فأثنوا عليها خيرًا، فقال: "وَجَبَتْ"، ومُرَّ عليه بجنازةٍ، فأثنوا عليها


(١) برقم (٦٣٠٧).
(٢) برقم (٢٧٠٢/ ٤٢).
(٣) في الحديث السابق عند مسلم (٢٧٠٢/ ٤١) عن الأعز المزني.
(٤) البخاري (٦٣٩٩) ومسلم (٢٧١٩) عن أبي موسى الأشعري.
(٥) البخاري (٢٦٤٢) ومسلم (٩٤٩) عن أنس بن مالك.