للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسماع القرآن هو سماع النبيين والمؤمنين والعالمين والعارفين، كما بين الله ذلك في كتابه، قال تعالى: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذَا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدًا وبكيًا (٥٨)) (١).

وقال تعالى: (* وَإذَا سَمِعُوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) (٢).

وقال تعالى: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سُجَّدًا (١٠٧) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً (١٠٨) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً (١٠٩)) (٣).

وقال تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) (٤).

وقال: (إنَّمَا المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) (٥).

وأما اتخاذ التصفيق والغناء والمزامير قربةً وطاعةً وطريقًا إلى الله، فهذا من جنس دين المشركين الذين قال الله فيهم: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) (٦). والمكاء: هو التصويتُ بالفم، كالصفير والغناء، والتصدية: التصفيق باليد. فذمَّ الله هؤلاء المشركين الذين يجعلون هذا قائمًا مقامَ الصلاة.


(١) سورة مريم: ٥٨.
(٢) سورة المائدة: ٨٣.
(٣) سورة الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩.
(٤) سورة الزمر: ٢٣.
(٥) سورة الأنفال: ٢.
(٦) سورة الأنفال: ٣٥.