للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا عصيتُ الله فلا طاعةَ لي عليكم" (١).

وثبتَ في الصحيح (٢) أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَصَّ رُؤْيا رآها، فقال أبو بكر: دَعْني يا رسول الله أُعبِّرْها، فلما عَبَّرها قال: أصبتُ يا رسول الله أم أخطأتُ؟ فقال: "أصبتَ بعضًا وأخطأتَ بعضًا".

وقال الصديق في الكلالة (٣): "أقولُ فيها برأي، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأً فمنّي ومن الشيطان".

وأفضلُ هذه الأمة بعدَ أبي بكر عمرُ، وكان محدَّثًا مُلْهَمًا، كما في الصحيحين (٤) عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "قد كانَ في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي أحدٌ فعمرُ". وفي حديثٍ آخر: "إنَّ الله ضربَ الحقَّ على لسان عمر وقلبِه" (٥).

فعمر رضي الله عنه أفضلُ المخاطَبين المحدَّثين من هذه الأمة، والصدّيق أفضلُ منه، فإنّ الصديق يتلقَّى عن الرسول لا عن قلبه،


(١) أخرجه محمد بن إسحاق من حديث الزهري عن أنس، انظر "سيرة" ابن هشام (٢/ ٦٦٠،٦٦١). وصححه ابن كثير في "البداية والنهاية" (٨/ ٩٠، ٩/ ٤١٥).
(٢) البخاري (٧٠٤٦) ومسلم (٢٢٦٩) عن ابن عباس.
(٣) كما في تفسير الطبري (٤/ ١٩١ - ١٩٢).
(٤) البخاري (٣٤٦٩،٣٦٨٩) ومسلم (٢٣٩٨) عن أبي هريرة.
(٥) أخرجه أحمد (٢/ ٥٣،٩٥) والترمذي (٣٦٨٣) عن ابن عمر، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (٢١٧٥ - موارد). وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (٢/ ٤٠١).