للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لموسى وهارون: (إننى معكما أسمع وأرى (٤٦)) (١)، وقال: (إنا معكم مستمعون (١٥)) (٢)، وقال: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (٤٠)) (٣)،َ وقال: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)) (٤)، وقال: (واصبروا عن الله مع الصابرين (٤٦)) (٥).

وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "اللهمَّ أنتَ الصاحبُ في السفر والخليفةُ في الأهل، اللهمَّ اصحَبْنا في سفرنا واخْلُفنا في أهلِنا" (٦). وقال "أفضلُ الإيمان أن تعلمَ أنّ الله معك حيثما كنتَ" (٧). وفي حديث: اللبيب في الجنة فيفرح الله ومعه النبيون والصديقون والشهداء (٨).

فإذا كان ما ثمَّ غيره، ولا معه الآن شيء من الخلق، بل الأمر كما كان قبل أن يخلق الخلق، فمع من يكون ولمن يصحب؟ بل قوله (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ) (٩) يقتضي أنه ثمَ شيء غيرُه، شيء لا يجوز أن نجعلَه إلهًا، ولكن يجوز أن نجعله غيرَ إله عبدًا ومملوكًا.


(١) سورة طه: ٤٦.
(٢) سورة الشعراء: ١٥.
(٣) سورة التوبة: ٤٠.
(٤) سورة النحل: ١٢٨.
(٥) سورة الأنفال: ٤٦.
(٦) أخرجه مسلم (١٣٤٢) عن ابن عمر.
(٧) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١٢٤) من حديث عبادة بن الصامت، وضعّفه الألباني في "الضعيفة" (٢٥٨٩).
(٨) لم أجده.
(٩) سورة الإسراء: ٣٩.