للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تريد به شيئًا من أفعال العباد وصفاتهم؟ فالعباد كلهم مخلوقون، وجميع أفعالهم وصفاتهم مخلوقة، ولا يكون للعبد (١) الُمحْدَث المخلوق صفة قديمة غير مخلوقة، ولا يقول هذا من يتصوَّر ما يقول. فإذا حصل الاستفسار والتفصيل (٢) ظهر الهدى وبان السبيل، وقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء (٣) من جهه اشتراك الأسماء.

ومثل هذه المسألة وأمثالها مما كثر فيه نزاع الناس بالنفي والإثبات إذا فصّل (٤) فيها الخطاب ظهر فيها الخطأ من الصواب. والواجب على الخلق: أن ما أثبته الكتاب والسنة النبوية أثبتوه، وما نفاه الكتاب والسنة نفوه، ومالم ينطق به الكتاب والسنة لا بنفي (٥) ولا إثباتٍ فصَّلوا القولَ فيه، واستثبتوا القائل (٦)، فمن أثبت ما أثبته الله ورسوله فقد أصاب، ومن نفى ما نفاه الله ورسولُه فقد أصاب، ومن أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته فقد لَبَس الحق بالباطل، فيجب أن يفصّل ما في كلامه من حقٍّ وباطل (٧)، فيتبع الحقَّ ويترك الباطل.


(١) تكررت في الأصل.
(٢) الكلمتان غير محررتين في الأصل، رسمهما: «الاسنتشار والتعفول».
(٣) كتبت أولًا «العلماء» ثم عدلت.
(٤) الأصل: «حصل» والتصحيح من (ف).
(٥) الأصل: «بلا نفي».
(٦) (ف): «استفصلوا فيه قول».
(٧) في الأصل بعده: «الوريقة أولها». وانظر التعليق السالف قبل صفحات.