للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهدى" (١).

وقد قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: ١٠٠].

والله سبحانه أمرنا أن نقول في كتابه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٦ - ٧].

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اليهود مغضوبٌ عليهم، والنصارى ضالون" (٢).

وذلك أن اليهود عَرفُوا الحقَّ ولم يَتَّبِعُوه، فكانوا في الغيِّ. والنصارى عملوا بغير علم، فكانوا في الضلال.

ولهذا كان السلف يحذِّرون من العالم الفاجر، والعابد الجاهل، ويقولون: في الأول شَبَهٌ من اليهود، وفي الثاني شَبَهٌ من النصارى (٣).

وقد صحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لتركبنَّ سَنَنَ مَنْ كان قبلكم حَذْوَ


(١) ذكره المصنف في "تنبيه الرجل العاقل": (٢/ ٥٨٠) بسياق أطول، ولم أجد من أخرجه.
(٢) أخرجه أحمد (١٩٣٨١)، والترمذي (٢٩٥٣)، وابن حبان (٧٢٠٦) من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. قال الترمذي: "حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب". وفيه أيضًا عباد بن حُبيش شيخ سماك. قال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات": (٥/ ١٤٢).
(٣) نسبه المصنف في عدد من كتبه لسفيان بن عيينة، انظر "الرد على الشاذلي" (ص ٣١ - بتحقيقي)، وذكره ابن القيم في "بدائع الفوائد" (٢/ ٤٤٠ - بتحقيقي).