للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحبّها ويرضاها.

فالتوبة النصوح: هي الخالصة من كلِّ غشّ. وإذا كانت كذلك كانت ثابتةً (١)، فإنَّ العبدَ إنّما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى (٢) خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يَعُد إلى الذنب. فهذه التوبة النصوح. وهي واجبة كما (٣) أمر الله تعالى.

ولو تاب العبد ثم عاد إلى الذنب قَبِل الله توبتَه الأولى، ثم إذا عاد استحقّ العقوبة، فإن تاب تاب الله عليه أيضًا. ولا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يصرّ، بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة. فقد روى الإمام أحمد فى"مسنده" (٤) عن عليٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنّ الله يحبّ العبدَ


(١) (ف): "كذلك كائنة".
(٢) (ف): "فمن".
(٣) (ف): "بما".
(٤) (٦٠٥)، وفي "فضائل الصحابة" (١١٩١)، وأبو يعلى في "مسنده" (٤٨٣) من حديث علي رضي الله عنه مرفوعًا. وفي إسناده عبيدة بن عبد الرحمن أبو عمرو البجلي، قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لايحل الاحتجاج به. "المجروحين": (٢/ ١٩٩)، وانظر"تعجيل المنفعة": (٢/ ٥١٥). والمفتّن ــ بتشديد التاء ــ يعني: الممتَحَن بالذنب.