للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُفَتَّن التوَّاب وفي حديث آخر: "لا صغيرةَ مع إصرار، ولا كبيرةَ مع استغفار" (١). وفي حديث آخر: "ما أصرَّ من استغفر ولو عاد في اليوم مائة مرة" (٢).

ومن قال من الجهّال: إنّ (نصوحًا) اسم رجل كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمِرَ الناسُ أن يتوبوا كتوبته، فهذا رجل مفترٍ كذَّاب جاهل بالحديث والتفسير، جاهل باللغة ومعاني القرآن، فإنّ هذا امرؤٌ لم يخلقه الله تعالى، ولا كان من (٣) المتقدّمين أحد اسمه (نصوح)، ولا ذَكَر هذه القصة أحدٌ من أهل العلم. ولو كان كما زعم الجاهل لقيل: توبوا إلى الله توبةَ نصوحٍ، وإنما قال: {تَوْبَةً نَصُوحًا}. فالنصوح هي التوبة لا التائب (٤).


(١) روي مرفوعًا وموقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما، فأخرج المرفوع ابنُ أبي الدنيا في "التوبة" (١٦٦)، والقضاعيُّ في "مسند الشهاب" (٧٩٥). وأخرج الموقوف البيهقي في "الشعب" (٦٨٨٢).
(٢) أخرجه أبو داود (١٥١٦)، والترمذي (٣٥٥٩) من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال الترمذي: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نُصَيرة، وليس إسناده بالقوي". والبزار (٩٣) وفيه: "سبعين مرة". وقال: "وهذا الحديث لا نحفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر بهذا الطريق ... وأبو نصيرة ومولى أبي بكر فلا يعرفان". وروي من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الدعاء" (١٧٩٧).
(٣) (ف): "في".
(٤) (ف): "والنصوح هو التائب".