للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر يُسْمِع الناسَ التكبير؛ لأجل مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخفاء (١) صوته، وهذا أصل في تبليغ بعض المأمومين لحاجة.

وأما إذا أمكن الإمام أن يجهر بحيث يَبْلُغ صوته المأمومين، فهذا هو السنة، وتبليغ المأمومين حينئذٍ مكروهٌ.

وتنازع العلماء هل تبطل صلاة المبلِّغ؟ على قولين في مذهب مالك وأحمد وغيرهما، لا سيما إذا كان المبلّغ لأجل ذلك يرفع صوته قبل الإمام، ويمدّ صوتَه بحيث لا يسبِّح في الركوع ولا في السجود، ولا يطمئن في الركوع والسجود والاعتدال لأجل اشتغاله بمدّ صوته، [فمن جهر] (٢) لأجل هذه البدعة، فقد ترك ما أُمِر به من الطمأنينة المفروضة، ومن التسبيح الواجب في أحد القولين، ودخل في المسابقة التي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوِّل الله رأسَه رأس حمار" (٣).

وهذا مما لا يشك (٤) في أن فاعله عاصٍ آثم، بل وصلاته باطلة على أصح القولين عند العلماء.


(١) رسمها في الأصل: "وخفى". والحديث أخرجه البخاري (٧١٢)، ومسلم (٤١٨) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) الأصل: "فهي تكون" تحريف، فلعل العبارة كما أثبت.
(٣) أخرجه البخاري (٦٩١)، ومسلم (٤٢٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) رسمها في الأصل: "يشد".