للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معصوم (١). وإذا ما اعتقد في الرجل أنه غير معَظَّم ردَّ أقوالَه وإن كانت حقًّا، فيجعل قائل القول (٢) سببًا للقبول والرد من غير وزن بالكتاب والسنة.

وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحارث بن حوط (٣) لما قال له: يا عليّ أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل وأنت على حق؟ [فقال]: لا [يا] حارِ (٤) إنه ملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله، إن الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما الرجال يُعرفون بالحق (٥).

وكلّ من اتخذ شيخًا (٦) أو عالمًا متبوعًا في كلّ ما يقوله ويفعله، يوالي على موافقته ويعادي على مخالفته غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو مبتدع ضالّ خارج عن الكتاب والسنة، سواء كان من أهل العلم والدين؛


(١) بعده في الأصل: "قال هو محفوظ ومعنى القولين واحد" والظاهر أنه مقحم في السياق.
(٢) الأصل: "فليجعل القول إلى القول" محرفة!
(٣) الأصل: "خلده" تحريف. وحوط بالحاء المهملة، وقيل بالمعجمة. انظر: "شرح نهج البلاغة": (١٩/ ١٤٩).
(٤) الأصل: "لا جاو" تحريف، والصواب ما أثبت، و"حارِ" ترخيم "حارث".
(٥) ذكره اليعقوبي في "تاريخه": (١/ ١٩٢)، وابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة": (١٩/ ١٤٨).
(٦) تحرفت في الأصل: "شيئًا".