للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك أن صيغة «فعَّال» قد تكون للنسبة والإضافة، كما يقال: حدَّاد ونجَّار وخبَّاز وتمَّار ولبَّان وخيَّاط، أي صاحب كذا، فإذا قيل: «لوَّام» بهذا الاعتبار كان معناه صاحب لومٍ كثير، واللوم مصدر يضاف إلى الفاعل تارةً وإلى المفعول أخرى.

وقد تكون صيغة «فعَّال» توكيدَ فاعل، كعلَّام وضرَّاب وأكَّال ونحو ذلك، ومنه النفس الأمَّارة.

ولفظ «الفاعل» أيضًا يكون للنسبة، كتامرٍ ولابنٍ، وعلى هذا فما يقال: إن «فاعل» يكون بمعنى المفعول، مثل {مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: ٦] ونحوه، قد يقال: إنه من هذا الباب بمعنى النسبة والإضافة.

ففي تفسير ابن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس (١): قوله: {اللَّوَّامَةِ} يقول: مذمومة.

ومن حديث شيبان عن قتادة (٢): {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قال: يقسم الله بما شاء من خلقه، {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} الفاجرة، قال: يقسم بها.

وروى ابن المنذر من حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس (٣): النفس اللوامة التي تلوم على الخير، تقول: لو فعلت كذا وكذا.


(١) تفسير الطبري (٢٣/ ٤٧٠) والدر المنثور (١٥/ ٩٦).
(٢) تفسير الطبري (٢٣/ ٤٦٧) والدر المنثور (١٥/ ٩٦).
(٣) الدر المنثور (١٥/ ٩٦).