للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن قرة بن خالد عن الحسن (١): {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} قال: إن المؤمن لا تراه إلّا يلوم نفسه: ما أردتُ بكلمتي، ما أردتُ [بأكْلَتي]، ما أردتُ بحديثي نفسي، ولا تراه إلا يعاتبها، وإن الفاجر يمضي قُدُمًا لا يُعاتب نفسه.

وعن ابن ثور عن ابن جريج عن مجاهد (٢) في قوله: {بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} قال: تندم على ما فات وتلوم عليه.

وبه عن ابن جريج عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (٣) مثل ذلك. وهذا صحيح متصل عنه موافق لرواية عكرمة، وكلٌّ منهما أصح من رواية الوالبي، فإنها منقطعة، إذ الوالبي لم يسمع من ابن عباس.

قلت: وعلى هذا فاللَّوامة نحو الندَّامة والتوَّابة، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وهذا لا ينافي القول الأول، فإنها مذمومة قبل الندم بذمها وندمها، ملومة على ذلك، وهي ممدوحة بعد توبتها ولومها لنفسها. وفي مسند الإمام أحمد (٤) عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله يحب العبد المفتَّن التواب».


(١) الدر المنثور (١٥/ ٩٧).
(٢) تفسير الطبري (٢٣/ ٤٧٠) والدر المنثور (١٥/ ٩٧).
(٣) الدر المنثور (١٥/ ٩٦).
(٤) من زوائد ابنه عبد الله (١/ ٨٠، ١٠٣). وإسناده ضعيف جدًّا، انظر تعليق المحققين على المسند (٦٠٥).