للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستّ طبقات أمهات: أقطاب وأئمة وأوتاد وأبدال ونقباء ونجباء (١).

وجعلهم لسان الدين ابن الخطيب سبع طبقات (٢). وأوصلهم داود القيصري (٣) وحسن العِدْوى الحمزاوي (٤) إلى عشر. وهكذا نجد أن الصوفية في مختلف العصور زادوا ونقصوا في هذه الألقاب والمراتب، وأسهم كلّ واحد منهم في وضع هذا النظام وإقامة أسسه بما لديه من تصورات وخيالات، وبينهم خلاف كبير في تعداد الملقبين بلقب معين.

• معاني هذه الألقاب

نأتي الآن إلى معاني هذه الألقاب ووظائف أصحابها وصفاتهم عند الصوفية، وأول من تحدث عنها بتفصيل هو ابن عربي، وتبعه من جاء بعده من المؤلفين في التصوف والمصطلحات الصوفية، وقد جمع عبد الوهاب الشعراني في "اليواقيت والجواهر" (٢/ ٧٩ - ٨٣) أقوال ابن عربي من "الفتوحات المكية"، وأقوال غيره من مصادر مختلفة في هذا الموضوع. وسنعرِض هنا باختصار بعض ما قالوه بالاعتماد على المصادر القديمة المعتمدة لديهم.

(١) أما القطب فهو -عند الصوفية- عبارة عن الواحد الذي هو


(١) "الفتوحات المكية" (٢/ ٤٠). وفي موضع آخر منه (٣/ ٢٤٤) جعلهم ثماني طبقات، بزيادة "الرجبيين" و"الأفراد".
(٢) "روضة التعريف بالحب الشريف" (ص ٤٣٢). وكذا جعلهم عمر الفوتي سبعاً في "الرماح" (١/ ٢١) مع اختلاف في الأسماء.
(٣) "شرح مقدمة التائية الكبرى" (ق ١٠٤ ب).
(٤) "النفحات الشاذلية" (٢/ ٩٩). وانظر "جامع الأصول في الأولياء" ص ٤.