للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موضع نظر الله من العالم في كل زمان، ويقال له "الغوث " (١) باعتبار التجاء الملهوف إليه. أعطاه الله الطلسم الأعظم من لدنه، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة سريان الروح في الجسد، بيده قسطاس الفيض الأعم، فهو يفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وهو على قلب إسرافيل من حيث حصته الملكية الحاملة مادة الحياة والإحساس، لا من حيث إنسانيته (٢).

واسم القطب في كل زمان عبد الله وعبد الجامع المنعوت بالتخلق والتحقق بمعاني جميع الأسماء الإلهية بحكم الخلافة، وهو مرآة الحق تعالى ومجلى النعوت المقدسة ومحل المظاهر الإلهية وصاحب الوقت وعين الزمان وصاحب علم سر القدر، وله علم دهر الدهور، ومن شأنه أن يكون الغالب عليه الخفاء (٣). ولم يخل زمان من الأقطاب، وقد عدَّ ابن عربي خمسة وعشرين قطباً من عهد آدم عليه السلام إلى محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسمَّاهم (٤).

والقطب عند الصوفية نوعان، أحدهما: هو المتمكن في


(١) "الفتوحات المكية" (٣/ ٢٤٤). وانظر "اصطلاحات الصوفية" لعبد الرزاق القاشاني ص ١٤١ (ط. كلكتا ١٨٥٤ م).
(٢) "التعريفات" للشريف الجرجاني ص ١٨٥ - ١٨٦ (ط. فلوجل). وانظر "التوقيف على مهمات التعاريف" للمناوي ص ٢٧٣، و"كشاف اصطلاحات الفنون " للتهانوي ص ١٠٩١، ١١٦٧. وفيه نصوص من مصادر فارسية
أيضًا.
(٣) "اليواقيت والجواهر" (٢/ ٧٩).
(٤) "الفتوحات المكية" (٢/ ٣٦٢).