للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لجاء عمرو، لو زرتنا لأكرمناك، قول الشاعر (١):

لو كنتُ من مازنٍ لم تَسْتَبِحْ إبلي ... بنو اللَّقِيطة من ذُهْلِ بن شيبانا

فإن "لو" مع ما رُكِّبت معه تدلُّ على الشَّرط والجزاء، وعلى انتفاء الشَّرط أيضًا.

وهذا هو الذي قصده بعض النحويين حيث قال في حدِّها: "إنها حرفٌ يدلُّ على امتناع ما (٢) يلزم من وجوده وجودُ غيره"، وصَدَق في أن هذا من معناها؛ فإنها تدلُّ على عدم الشَّرط الملزوم الذي يلزم من ثبوته ثبوتُ الجزاء الذي هو الجواب (٣).

لكن قد يقال: معناها [ليس] هو مجرَّد الامتناع، بل هو التعليق والامتناع جميعًا، وإنما هي دالةٌ على الامتناع بالتضمُّن لا بالمطابقة.

وقد يقال: هي لا تدلُّ على امتناع الشَّرط، وإنما تدلُّ على عدمه، وليس كلُّ معدومٍ ممتنع الوجود.

فهذه مناقشاتٌ لفظية، وإذا ظهر المعنى فلا عليك في ترك المناقشة اللفظية.

وإذا قيل: هي حرفُ شرطٍ يدلُّ على عدم الشَّرط، كان هذا منطبقًا عليها في جميع مواردها.


(١) قريط بن أنيف العنبري، من كلمةٍ في صدر "الحماسة" (١/ ٥٧). وفي "خزانة الأدب" (٧/ ٤٤٢ - ٤٤٣) القول في صواب رواية البيت.
(٢) الأصل: "مما". خطأ.
(٣) انظر: "الرد على السبكي في مسألة الطلاق" (١/ ٢٩).