للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتفصيلا" (١).

كل من يقرأ هذه التصريحات يقتنع بأن الصوفية يخرجون بالقطب عن نطاق البشرية، ويحلقون به في عالم الربوبية، وقد ذكروا له خمس عشرة علامة (٢)، منها أنه يُكشَف له عن حقيقة الذات الإلهية، ويحيط علماً بصفات الله تعالى، وأن علم القطب لا حدود له، فلا يخفى عليه شيء من الدنيا والآخرة. ويحيط بمعرفة أحكام الشريعة ولو كان أميّاً (٣)، وهو أكمل الخلق وأفضل جماعة المسلمين في كل عصر (٤)، ولا حدود لمرتبته فهو محيط بجميع المراتب (٥)، ويُبصِر بجميع أجزاء بدنه ما عدا العين (٦)، ولا يطيق رؤيته إلاّ الخواص (٧). واشترط بعضهم أن يكون قطب الأقطاب من أهل البيت (٨)، وذكروا أنه يستقر بمكة، وقال آخرون: إنه يدور في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء، وهو بجسده حيث شاء من الأرض (٩). ومن وظائفه: التصرف في الكون


(١) "جواهر المعاني (لعلي حرازم برادة (٢/ ٨٩ - ٩٠).
(٢) "اليواقيت والجواهر" (٢/ ٧٨).
(٣) "جواهر المعاني" (٢/ ٨٥).
(٤) المصدر نفسه (٢/ ٢٦٦)، و"الطبقات الكبرى" للشعراني (٢/ ١٣٩).
(٥) "جواهر المعاني" (٢/ ١٠٦، ١٠٧).
(٦) "الإبريز" (ص ٣٤٩).
(٧) "الطبقات الكبرى" (٢/ ٩٤).
(٨) "روح المعاني" (١٩/ ٢٢، ٢٠).
(٩) "نشر المحاسن الغالية" (أو "كفاية المعتقد") لليافعي ص ٣٩٤، و"الفتاوى=