للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أفردها السخاوى وبيَّن عللها في جزء سماه "نظم اللآل في الكلام على الأبدال" (١)، وجمعها السيوطي في "الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال" (٢)، ولكنه سردها دون نقدها وبيان ما فيها من العلل. وكان الدافع له على تأليفه إنكار بعضهم ما اشتهر عن الصوفية من أن منهم أبدالاً ونقباء ونجباء وأوتاداً وأقطاباً، فحاول إثبات ذلك بجمع الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب. ولم يفلح السيوطي في إثبات المدَّعى، فلم يصحّ من هذه الأحاديث شيء عند المحدثين النقاد، وعلى فرض ثبوت بعضها عند المتساهلين في التصحيح فليس فيها ما يفيد وجود رجال الغيب ومراتبهم وصفاتهم ووظائفهم واجتماعاتهم وقراراتهم حسب ما يتصورها الصوفية.

وقد أورد السيوطي هذه الأحاديث أو بعضها في مؤلفاته الأخرى، مثل: "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (٢/ ٣٣٠ - ٣٣٢) و"التعقبات على الموضوعات" (ص ٤٧١) و"الدر المنثور" (١/ ٧٦٥ - ٧٦٧) و"الجامع الصغير" (٣/ ١٦٧ - ١٧٠ بشرح المناوي)، وادعى صحتها وتواترها. وقلَّده في إيرادها وتصحيحها من جاء بعده من المؤلفين (٣)، والواقع أنه لا يبقى منها


(١) كما ذكر ذلك في "المقاصد الحسنة" ص ١٠. ولا أعرف وجود هذا الجزء في المكتبات.
(٢) ضمن "الحاوي للفتاوي" (٢/ ٢٤١ - ٢٥٥).
(٣) مثل القسطلاني في "المواهب اللدنية" (١/ ٤٣٠ - ٤٣١)، وابن عراق في=