للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عوضه رجلاً، ولا تزال الوراثة دائمة في علم الباطن وفي علم الظاهر إلى قيام الساعة. الأمر على مما ذكر أم لا؟

فأجاب: لا يثبت هذا الحديث، وأما الأبدال فأقوى ما رويناه فيهم قول علي رضي الله عنه إنه بالشام الأبدال، وأيضًا فإثباتهم كالمجمع عليه بين علماء المسلمين وصلحائهم. وأما الأوتاد والنجباء والنقباء فقد ذكرهم بعض مشايخ الطريقة، ولا يثبت ذلك. ولا تزال طائفة من الأمة ظاهرة على الحق إلى أن تقوم الساعة، وهم العلماء (١).

وللعزّ بن عبد السلام رسالة في إبطال قول الناس أن قطب الأقطاب والأبدال لهم تصرف، بيَّن فيها بطلان قول الناس فيهم، وردَّ على من يقول بوجودهم، وأقام النكير على قولهم "بهم يحفظ الله الأرض" (٢). وقد وصلت إلينا نسختان من هذه الرسالة: إحداهما في مكتبة الأوقاف ببغداد برقم [٢/ ٩٦٨٣ مجاميع] في ثماني ورقات؛ والأخرى في معهد الاستشراق في ليننغراد في ست ورقات (٣).


(١) "فتاوى ابن الصلاح " ص ٥٣. ونقل بعضها ملا علي القاري في "الأسرار المرفوعة" ص ٧٧ (وتحرف فيه "الأوتاد" إلى "الأدباء"!).
(٢) ذكرها حاجي خليفة في "كشف الظنون" (١/ ٨٨٣)؛ ومرتضى الزبيدي في "تاج العروس" مادة بدل (٧/ ٢٢٣)؛ وإسماعيل باشا البغدادي في "هدية العارفين" (١/ ٥٨٠).
(٣) كما في فهرس المعهد المذكور (١/ ١٤٠). وقد ذكر هاتين النسختين إياد خالد الطباع في مقدمة تحقيقه لكتاب "شجرة المعارف والأحوال" للعز بن=