للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينفع، كذلك العلم الذي نزل على القلوب يحتمل من الشهوات والشبهات بسبب مخالطته الأنفس ما يكون كالزبد الذي لا ينفع. وبين أن الزَّبَد الذي يذهبُ جُفَاء فيخفى، وما ينفع الناسَ يمكث في الأرض، كذلك العلم في القلوب ما ينفع الناس.

وقال تعالى: (كَذَلِكَ يَضرِبُ اللهُ اَلأَمثَالَ (١٧))، فأخبر أن هذا مثلٌ مضروب. وقال تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا) (١). وقال تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) (٢).

فبين أنه يُلْهِم المؤمنين (٣) الإيمان وما ينفعهم، وذلك إيحاء إليهم وإن لم يكونوا أنبياء.

. وفي الصحيحين (٤) عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحدٌ فعمر".

وفي المسند والترمذي (٥) حديث النّواس بن سمعان عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ضَربَ الله مثلَا صراطاً مستقيمَاً، وعلى جَنْبَتَي الصراط


(١) سورة المائدة: ١١١.
(٢) سورة القصص: ٧.
(٣) في النسختين: "أنهم يلهم كذا المؤمنين"، وهو خطأ.
(٤) البخاري (٣٤٦٩، ٣٦٨٩) عن أبي هريرة، ومسلم (٢٣٩٨) عن عائشة.
(٥) أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ١٨٢، ١٨٣) والترمذي (٢٨٥٩) وقال: حديث غريب. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (١/ ٧٣) وقال: صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني في تعليقه على "المشكاة" (١/ ٧٣). وفي النسختين تحريف كثير في الحديث لم أشر إليه.