للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرّ] (١) الخلق، وإذا كان خير هذه الأمة كذلك لم تكن هذه الأمة خير أمة أُخرجت للناس، بل تكون هذه الأمة من شرار الأمم! وهذا حقيقة قول الرافضة، وهذا خلاف ما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع.

وقد قال العلماء: إن الذي ابتدع الرفض كان زنديقًا قَصْده إفساد دين الأمة، قالوا: وكان يهوديًّا فأسلم اسمه عبد الله بن سبأ، وإليه تُنسب السبئيّة.

وقد رُوي أن عليًّا طلبَ قتلَه وهربَ منه. فإن عليًّا ــ عليه السلام ــ مذهبه عقوبة أصناف الشيعة الغالية: بالقتل، والمُفضِّلة: بالجلد، والسَّبَّابة: قد رُوي عنه فيهم القتل. وهذه المسائل مبسوطة في غير هذا الموضع (٢).

وأما خلافة أبي بكر وعمر وثبوت فضلهما على عثمان وعلي وغيرهما؛ فدلائله أكثر من أن تُحصر، فقد ثبت في "الصحيح" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابًا لا يختلف عليه الناسُ من بعدي". ثم قال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" (٣).

وهذا الحديث المفسَّر يبين [ق ٤] مراده بالحديث الآخر الصحيح


(١) مشطوبة في الأصل، وخرج لها في الهامش لكن لم تظهر أيضًا.
(٢) انظر "الصارم المسلول": (٣/ ١٠٥٥ ــ ١١١٤)، و"مجموع الفتاوى": (٣/ ٤٠٥ وما بعدها).
(٣) أخرجه مسلم (٢٣٨٧).