للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إحساني أو دليلًا على وجود إحساني، كما قدَّمناه في مقدِّمة الشَّرط, وأنه ليس يجبُ أن يكون هو المؤثِّر في الجزاء خارجًا، وإنما المعتبر هو الملازمة والارتباط والتعليق.

ثم مثل هذا الكلام لا يقصدون به عدم إحساني إليك، ولا عدم طاعة الله فيك (١)، ونحو ذلك، بل إما أن يكون الجزاء مسكوتًا، أو يكون مُخْبَرًا بوجوده (٢)، أي: أنا أُحْسِنُ إليك ولو أسأتَ، فكيف إذا لم تُسِئ؟! فالمقصود أن الإحسان (٣) موجودٌ على التقديرين.

فصار جواب "لو" له ثلاثة أحوال:

* تارةً يدلُّ الكلام على انتفائه بانتفاء الشَّرط، كما في قوله: "لو زرتني لأكرمتك".

* وتارةً يدلُّ لا على ثبوته ولا على انتفائه، كما في قوله: "لو أسأتَ إليَّ لأحسنتُ إليك"؛ إذ كان (٤) عدم الإساءة قد يكون معه الإحسان في العادة، وقد لا يكون إذا كان المحرِّك على الإحسان الإساءة.

* وتارةً يدل على وجود الجواب مع انتفاء الشَّرط، وذلك إذا كان عدم العلَّة أولى باقتضاء الجواب من حال ثبوتها، كما في قوله: "لو شتمتني لما شتمتك"؛ فإن اقتضاء عدم الشَّتم لعدم الشَّتم أقوى من اقتضاء الثبوت


(١) الأصل: "منك". تحريف.
(٢) الأصل: "بوجود".
(٣) الأصل: "الانسان". تحريف.
(٤) الأصل: "إذا كان". والمثبت أقوم.