للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإرشادهم، إِلَى مَا يَنْفَعهُمْ يَوْم الْمعَاد، عِنْد رب الأرباب نصحاً وشفقةً وَرَحْمَة لَهُم، كَمَا أمره ربُّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَفِي الْكَلَام اقتباسٌ أَو تلميح، وَقد أَخطَأ فِي تَفْسِيره كثيرٌ من المحشِّين والطلبة المدَّعِين (وَكَيف لَا) تكون هَذِه اللُّغَة الشَّرِيفَة بِهَذِهِ الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة منسوبة إِلَى النَّبِي

بَاقِيَة بِبَقَاء شَرِيعَته وَكتابه وسنته (و) الْحَال أَنه

هُوَ المتكلّم بهَا، بل أفْصح من تكلم بهَا، وَلذَلِك قَالَ (الفصاحةُ) وَفِي الأَصْل: كَيفَ لَا والنبوة (أَرَجٌ) محرّكةً الطيبُ (بِغَيْر ثنائه) هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ بالثاء وَالنُّون، وَفِي الأَصْل بِغَيْر ثِيَابه، جمع ثَوْب، وَهُوَ الصَّوَاب (لَا يَعْبَقُ) أَي لَا يَفُوح وَلَا ينتشِر، وَقد تقدم فِي الْمُقدمَة بَيَان أفصحيَّته

وَمَا وَرَدَ فِيهِ (والسَّعادة صَبٌّ) أَي عاشق مُتابِع (سِوَى تُراب بَابه لَا يَعْشَق) وَلَا عَنهُ يحيد، فاللغة حازت الفصاحة والسعادة، واكتسبت ببركته

، وَفِي الفقرتين أنواعٌ من الْمجَاز، وَفِي المزهر: أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شُعَب الْإِيمَان، من طَرِيق يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن أبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله

فِي يَوْم دَجْنٍ " كَيْفَ تَروْنَ بَوَاسِقَهَا؟ " قَالُوا: مَا أحسنَها وأشدَّ تَراكُمها. قَالَ: " كَيفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَها؟ " قَالُوا: مَا أَحسَنها وأَشدَّ تَمكُّنَها، قَالَ: " كَيفَ ترَوْنَ جَوْنَهَا؟ " قَالُوا: مَا أحْسنه وأشدّ سوادَه: قَالَ: " كَيفَ ترَوْنَ رَحَاها استدَارَتْ " قَالُوا: مَا أحْسنهَا وأشدَّ استدارتها. قَالَ: " كَيفَ ترَوْنَ بَرْقها أَخفِيًّا أم وَميضاً أم يَشُّقُ شَقًّا " " قَالُوا: بل يشقُّ شقًّا، فَقَالَ " الْحيَاء. فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، مَا أفصَحَك، مَا رَأينَا الَّذِي هُوَ أَعْرَبُ مِنْك، قَالَ: " حقّ لي، فَإِنَّمَا أُنزِل القرآنُ عَلَيّ بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبين ". ثمَّ إِن المُصَنّف لما ذكر أَوْصَافه الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة اشتاق إِلَى رُؤْيَة الحضرة، وتذكر تِلْكَ