(تَجْلُو البَوارِقُ عَنْ مُجْرَنْثِمٍ لَهِقٍ ... كأَنَّهُ مُتَقَبِّى {يَلْمَقٍ عَزَبُ)
ج:} يَلامِقُ. قَوْله: وتَقَدَّم فِي ل م ق هَذِه إِحالَةٌ بَاطِلَة، فإِنَّه لم يَذْكُر هناكَ شَيئاً من هَذَا، وَإِنَّمَا اغْتَرَّ بعِبارَةِ العُبابِ، فإِنَّهُ فِيهِ: اليَلْمَق يَفْعَل، وَقد ذَكَرناهُ فِي تركيبِ ل م ق فَتَنَبَّهْ لذَلِك، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ شيخُنا أَيَضَاً، ثُمَّ إِنَّ ذِكْرَ الصّاغانيِّ إِيَّاه فِي ل م ق محَلّ تأَمُّل، فإِنَّ اللَّفْظَ مُعَرَّبٌ، والياءُ من أَصْل الكلمةِ فكيفَ يَزِنُه بيَفْعَل فتَأَمَّلْ ذَلِك، وقالَ عُمارَةُ فِي الجَمْعِ: كَأَنَّمَا يَمْشِينَ فِي {اليَلامِقِ
[ي ن ق]
} يَناقُ، كسَحاب أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ، وَقَالَ الصّاغاني: هُوَ بِطْرِيقٌ قُتِلَ وأُتِيَ بِرَأْسِهِ إِلى أبي بَكْر الصِّدِّيقِ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ. (و) ! يَنّاقٌ كشَدّادٍ ويُخَفَّفُ أَيْضا كَمَا نَقَله الصّاغاني: جَدُّ الحَسَنِ بن مُسلِم بنِ يَنّاق المَكي، وَفَدَ يومَ حجَّةِ الوَداعِ، قَالَه الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْد فِي معْجَمَيهما، وأَمّا الحَسن بنُ مُسلِمِ حفيدُه فإِنّه من أَتْباعِ التّابِعِينَ، وَقَالَ ابنُ حِبّان: ثِقَةٌ يرْوى عَن مجاهِد وطاوُوس، ورَوَى عنهُ ابنُ أبي نُجَيح. وابنُ جُرَيْجٍ، يُقال: إِنَّه مَاتَ قَبل طَاوُوس، وَقد سَمِعَ شُعْبَةُ من مُسلمِ بنِ يَنّاقٍ، وَلم يَسمَع من ابنِه الحَسن، لأَنَّ الحَسَنَ ماتَ قبلَ أَبِيهِ، وقالَ فِي تَرجَمَةِ مُسلم: هُوَ ابنُ يَنّاق والِدُ الحَسَن، من أَهْلِ مكَّةَ، يَروى عَن ابْن عمَر، وعَنْهُ شُعْبَة بنُ الحَجّاجِ. وهُنا قد نَجَزَ حرفُ القافِ، ونسأَلُ الله مَوْلَانَا حُسنَ الإلْطافِ، وجَمِيلَ الإَسْعافِ، إِنَّه بِكُلِّ فضِلِ جَدِيرٌ، وعَلى كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وصَلّى الله على سيِّدِنا ومَوْلانا مُحَمَّد البَشِيرِ النَّذِيرِ، وعَلى آلِهِ وصَحْبه والمُتَّبِعِينَ لَهُم بإِحْسان مَا ناحَ الحَمامُ بالهَدِير.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute