ووَهِمَ الجَوْهرِي) فذَكَرَه فِي (ول د) ، وقالَ: الهاءُ عِوَضٌ من الواوِ الذَّاهِبَةِ مِن أَوَّلِه لأنَّه من الوِلادَةِ.
قَالَ شيْخُنا: وكَذلكَ ذَكَرَه ابنُ فارِسَ هُنَاكَ كغيرِهِ مِن المُصَنِّفِين من أَهْلِ اللّغَةِ.
واعْتَرَضَه الصَّاغاني (و) قَالَ: ويُبْطل مَا ذَهَبا إِلَيْهِ قولُ ابنِ الأعْرابي أنَّه يقالُ: ( {أَلْدَى) فلانٌ إِذا (كَثُرَتْ} لِداتُه) ؛) وَلَو كانَ كَمَا قالَ الجَوْهرِي وغيرُهُ لقيلَ: أَوْلَد فلانٌ.
وتكَلَّفَ المَقْدسِي فِي حاشِيَتِه للجَوابِ فقالَ: ويُمْكِنُ أَن يُجابَ عَنْهُم بأنَّه لَو قيل: أَوْلد لحصَلَ الْتِباسٌ بمعْنَى أَوْجَدَ أَولاداً ونَحْوه.
قَالَ شيْخُنا: قد تَبِعَ المصنِّفُ الجَوْهرِي هُناك غَيْر مُنَبِّه عَلَيْهِ؛ بل كَلامُه هُناكَ صَرِيحٌ فِي أصالَتِه، لأنَّه قالَ إنَّه يُصغَّرُ على وُلَيْدات، ويُجْمَع وُليدُون لَا {لدياء} ولديُّون، كَمَا غَلِطَ فِيهِ بعضُ العَرَبِ، فَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ فاءَه واوٌ كعِدَةٍ لأنَّ التَّصْغِيرَ والتّكْسيرَ يَرُدَّان الأشْياءَ إِلى أُصُولِها. ثمَّ أَقُولُ: يَجوزُ كَوْن قَوْلهم أَلْدَى مَقْلوب أَوْلَد، وَقد يقالُ: وَهُوَ الظاهِرُ أَنّ كُلاًّ مِن القَوْلَيْن صَحِيحٌ وأنَّهما مادَّتانِ كلُّ واحِدَةِ صَحِيحَةٌ فِي نفْسِها لكَمالِ تَصَرّفها، وَهُوَ الظاهِرُ الجارِي على قواعِدِهِم، فَلَا غَلَطَ؛ واللَّهُ أَعْلَم.
(
لذِي
: (ي ( {الَّذي: اسْمٌ مَوْصولٌ) مُبْهمٌ للمُذَكَّر، (صِيغَ ليُتَوَصَّلَ بِهِ إِلَى وصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ) ، وَلَا يتمُّ إلَاّ بصِلَةٍ، وأَصْلُه} لَذِي فأُدْخِل عَلَيْهِ الألِفُ واللامُ، وَلَا يجوزُ أَن يُنْزَعا مِنْهُ لتَنْكِير؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وقيلَ: أَصْلُه لَذٍ زِنَةَ عَمٍ.
قالَ الجَوْهرِي: وزَعَمَ بعضُهم أنَّ أَصْلَه ذَا لأنَّك تقولُ: ماذَا رأَيْتَ بمعْنَى مَا الَّذِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute