وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ (دَوَاءٌ يكونُ فِي جَوْف القَنَا الهِنْدِيّ) ، القَنَا بالقَاف والنُّونِ، ويُصحِّفه الأَطِبّاءُ بِالْقَافِ والمثلّثَة، (أَو هُوَ رَمَادُ أُصولِها) المُحْرَقَة، (وفُلُوسُه الّتي فِي جَوْفِ قَصَبِه مُسْتَدِيرَةٌ كالدِّرْهَمِ) ، قَالُوا: (وإِنما يُوجَدُ هاذا فِيمَا احْتَرَقَ مِنْهُ بنَفْسِه؛ لاحتِكاكِ بعضِه ببَعْضٍ) ، أَو احتِكَاكِ أَطْرَافِه عِنْد عُصُوفِ الرِّياحِ، فيَخْرجُ مِنْهُ الطّبَاشِيرُ، وَهُوَ مُعرّب، قَالُوا: (وَقد يُغَشّ بعِظَامِ رُؤُوسِ الضَّأْنِ المُحْرَقَةِ) ، وتفصيلُه فِي كتب الطِّبّ.
[طثر]
: (الطَّثْرَةُ: خُثُورَةُ اللَّبَنِ) الَّتِي تَعْلُو رَأْسَه، مثْل الرَّغْوَة إِذا مُخِضَ فَلَا تَخْلُص زُبْدَتُه. وَقَالَ ابنُ سيدَه: الطَّثْرَةُ: خُثُورَةُ اللَّبَنِ (وَمَا عَلاهُ من الدَّسَمِ) والجُلْبَةِ.
(وقَد طَثَرَ) اللَّبَنُ يَطْثُرُ (طَثْراً) ، بالفَتْح، (وطُثُوراً) ، بالضّمّ، وطَثَّرَ تَطْثِيراً.
(و) الطَّثْرَةُ: (الحَمْأَةُ) تَبقَى أَسفَلَ الحَوضِ.
(و) من المَجاز: الطَّثْرَةُ: (الطُّحْلُب أَوْ مَا عَلا الماءَ مِنْهُ) ، تشْبيهاً بِمَا عَلَا الأَلبانَ من الدَّسَمِ، وَبِه فُسِّر قولُ ابنِ الأَعرابيّ:
أَصْدَرَهَا عَن طَثْرَةِ الدَّآثِي
صاحِبُ لَيْل خَرِشُ التَّبْعَاثِ
(و) قيل: الطَّثْرَةُ: (الماءُ الغَلِيظُ) ، قَالَ الراجِز:
أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا
مَاءً مِنَ الطَّثْرَةِ أَحْوَذِيَّا
(و) الطَّثْرَةُ: (سَعَةُ العَيْشِ) ، قَالَ أَبو زيد: يُقَال: إِنهم لفِي طَثْرَةِ عَيْشٍ، إِذا كَانَ خَيْرُهم كَثِيراً، وَقَالَ مَرَّةً: إِنّهم لَفِي طَثْرَةٍ، أَي فِي كَثْرَةٍ من اللَّبَنِ والسَّمْنِ والأَقط، وأَنشدَ:
إِنّ السِّلاءَ الَّذِي تَرْجِينَ طَثْرَتَه
قَدْ بِعْتُه بأُمورٍ ذَاتِ تَبْغِيلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute