كَمَا تقدّم ذَلِك مرَّتَيْن، فتَغليطُه لأهلِ الْمعَانِي محَلُّ نظَرٍ وتأمُّلٍ.
[عوع]
{العَوْعاء، أهمله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ فِي العُباب، وأَوْرَدَه فِي التكملة من غيرِ عَزْوٍ، فَقَالَ: هُوَ الغَوْغاء، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: سَمِعْتُ} عَوْعَاةَ القومِ وغَوْغَاتَهم، إِذا سَمِعْتَ لَهُم لَجَبَةً وصَوْتَاً، كَمَا فِي اللِّسان.
[عيع]
{عَيَّعَ القومُ} تَعْيِيعاً، أهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: أَي {عَيُوا عَن أمرٍ قصَدوه، وأنشدَ:
(حَطَطْتُ على شِقِّ الشِّمالِ} وعَيَّعُوا ... حُطوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِبِ)
وَقَالَ: الحَطُّ: الاعتِمادُ فِي السَّيْر. وَفِي كتُبِ التصريفِ من مؤلَّفاتِ المازِنيِّ وابنِ جِنِّيّ: {عاعَيْتُ} عِيعاءً، بالكَسْر، وَلم يُفسِّروه. قلتُ: وَعِنْدِي أنّ مَعْنَاهُ: قلتُ: {عاءْ} عاءْ، قَالَ الأخفَشُ: لَا نَظيرَ لَهَا سِوى حاحَيْتُ، وهاهَيْت. قلتُ: وَقد تقدّم مِثلُ ذَلِك فِي بابِ الحاءِ، وذكرْنا هُنَاكَ نَقلاً عَن ابنِ جنِّي فِي سِرِّ الصِّناعةِ فِي مَبْحَثِ الاشتِقاق أنّ هَذَا من أفعالِ الْأَصْوَات، يَقُولُونَ فِي زَجَرِ الإبلِ: حاحَيْتُ، {وعاعَيْتُ، وهاهَيْتُ: إِذا قلتَ: هاءْ،} وعاءْ، وحاءْ، وَقد أشارَ لمِثلِه ابنُ مالكٍ وغيرُه، فقولُه: لم يُفَسِّروه محَلُّ تأمُّلٍ، فراجِعْ بابَ الْحَاء.
(فصل الْفَاء مَعَ الْعين)
[فجع]
فَجَعَه، كَمَنَعه: أَوْجَعَه، كفَجَّعَه تَفْجِيعاً، شُدِّدَ للمُبالَغةِ، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله عَنهُ يرثي أَخَاهُ أَرْبَدَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute