للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[مسخ]

: (مَسَخَه، كمَنَعَهُ) ، يَمْسَخُه مَسْخاً (حَوَّلَ صُورَتَه إِلى) صُورة (أُخْرَى أَقبحَ) مِنْهَا، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . واستعملوه فِي أَخْذ الشِّعْر وتَغيير من هَيْئةٍ إِلى أُخْرَى، وأَكثرُ مَا استُعمِلَ: فِي تغييرِ لفظٍ بمُرَادِفٍ كُلاًّ أَو بَعْضًا، ورُبما استعملوه فِي المعانِي، قَالَه شَيخنَا.

(و) من ذالك (مَسَخَه اللَّهُ قِرْداً) يَمْسَخه، (فَهُوَ مِسْخٌ ومَسِيخٌ) . وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاس (الجانُّ مَسِيخُ الجِنّ، كَمَا مُسِخَت القِرَدَةُ من بني إِسرائيلَ) . الجانُّ: الحيَّاتُ الدِّقاق.

(و) من المَجاز عَن أَبي عُبيدةَ: مَسخَ (النَّاقَةَ) يَمسَخُهَا مَسْحاً، إِذا (خَزَلَهَا وأَدْبَرَهَا إِتْعاباً) واستعمالاً. قَالَ الكُمَيْت يَصِف نَاقَة:

لم يَقْتَعِدْهَا المُعَجِّلونَ وَلم

يَمْسَخ مَطَاها الوُسُوقُ والقَتَبُ

قَالَ: وَيُقَال بالحاءِ.

(والمَسِيخُ) ، فَعِيل بمعنَى مفعولٍ، من المسْخِ، وَهُوَ (المشْوَّهُ الخَلْقِ) قيل: وَمِنْه المَسِيخُ الدّجَالُ، لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً.

(و) من المَجاز: المَسِيخ من النَّاس: (مَنْ لَا مَلاحةَ لَهُ، ولَحْمٌ أَوْ فاكِهَةٌ لَا طَعْمَ لهُ) . والّذي فِي اللِّسان وغيرِه: المَسِيخ من اللَّحْم: الّذي لَا طَعمَ لَهُ، وَمن الطّعَام: الَّذِي لَا مِلْح لَهُ وَلَا لَوْنَ وَلَا طَعْمَ. وَقَالَ مُدرِكٌ القَيسيّ: هُوَ المَلِيخ أَيضاً، وَمن الفاكهةِ مَا لَا طَعمَ لَهُ، وَقد مَسُخَ مَسَاخَةً وربَّمَا خَصُّوا بِهِ مَا بينَ الحَلَاوَةِ والمَرارة. قَالَ الأَشعرُ الرَّقَبانُ، وَهُوَ أَسدِيٌّ جاهليّ يُخاطِب رَجلاً اسْمه رَضْوانُ:

بِحَسْبِك فِي القَوْم أَن يَلَموا

بأَنّك فيهم غَنِيّ مُضِرّ

وَقد عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارقوك

بأَنّك للضّيْف جُوعٌ وقُرّ

إِذا مَا انتَدَى القَوْمُ لم تأْتِهِمْ

كأَنَّك قد قَلدتك الحُمُرْ