يَا أَخوَيَّ مِن سَلامانَ ادْفِقَا قَدْ طالَ مَا صَفَّيْتُما فدَغْرِقَا ودَغْرَقَ مالَه: كَأَنَّه صَبَّهُ فأنْفَقَه، وَهَذَا الحَرْفُ موجودٌ فِي العُبابِ، والتُّكْمِلة، والتَّهْذِيب، واللِّسانِ، وحاشيةِ ابْنِ بَرِّيّ، فالعَجَبُ من المُصَنَّفِ فِي إهمِاله.
[دغفق]
دَغْفَقَ المَاء: إِذا صَبَّه صَباً كَثِيرًا قالَهُ ابنُ درَيْدٍ: وَمِنْه حَدِيث غزوَةِ هَوازِنَ: فَتَوضَّأنا كُلُّنا مِنْهَا، ونَحْنُ أربعَ عشرةَ مائَة ندَغْفقها دَغْفَقَة.
وقالَ بنُ عَبَّادٍ: دَغْفَقَ المَطَرُ: إِذا اشْتَدَّ فى بُداءتِه.
وقالَ الأصْمَعِي: عَيشٌ دَغْفَق أَي: واسِعٌ نَقَله الجَوْهَرِي.
وقالَ ابنُ الأعرابِي: عامٌ دَغْفَق أَي: مُخْصِبٌ، مثلُ دَغْفَلٍ.
وقالَ بنُ عَبَّادِ: عامٌ مُدَغْفِقٌ مثلُ دَغْفَقٍ، أَي: مُخصِبٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: دَغْفَقَ مالَه دَغفَقَة ودِغْفاقاً: صَبَّه فأَنْفَقَه، وفَرَّقَهُ، وبذَّرَه.
[دفق]
دَفَقَه يَدْفُقُهُ بالضمِّ، كَذا قالَه الفارَابيُّ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِي ويَدْفِقهُ بالكسرِ، كَمَا فِي النًّسَخ المُعتَمَدةِ المُصَحَّحَةِ من الجَمْهَرةِ بخَطَ الأرْزَنِيِّ وَأبي سَهْلٍ الهَرَوِي: صَبَّهُ، وَهُوَ ماءٌ دافِقٌ، أَي: مَدْفُوقٌ كَمَا قالُوا: سِرٌّ كاتِمٌ، أَي: مَكْتُومٌ لأَنه من قَوْلِكَ: دُفِقَ الماءُ، على مالَم يُسَمَّ فاعِلُه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قالَ: وَلَا يُقال: دَفَقَ الماءُ لأنَّ دَفَقَ مُتَعَد عندَ الجُمْهُورِ من أَئمَّةِ اللّغةِ، قَالَ الخَليلُ وسيبويهِ والزَّجاج: ماءٌ دافِق، أيَ ذُو دَفْقٍ، وسِرٌّ كاتِمٌ، أَي: ذُو كِتْمانِ.
وَيُقَال: دَفَقَ اللهُ رُوحَه أَي: أَماتَهُ، وَفِي الصِّحاح: إِدْا دعِىَ عَلَيْهِ بالمَوْتِ، وقالَ الأصْمَعِي: نَزلتُ بأعْرابِيَّةٍ، فقالَت لابْنَةٍ لَهَا: قَرِّبِي إِلَيْهِ العُسَّ، فجاءَتني بعُسِّ فية لَبَنٌ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute