كَالكَلْبِ إِنْ قِيلَ لَه {اخْسَإِ} انْخَسَأْ
وأَما قَوْلهم: اخْسَأْ إِلَيْكَ، أَي اخْسَأْ عَنِّي، فَهُوَ من الْمجَاز، وَقَالَ الزّجَّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: {قَالَ {اخْسَئُواْ فِيهَا وَلَا تُكَلّمُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: ١٠٨) مَعْنَاهُ تَبَاعُدُ سَخَطٍ، وَقَالَ ابْن إِسحاق لِبَكْر بن حَبيب: مَا أَلْحَنُ فِي شيءٍ، فَقَالَ: لَا تَفْعَل، فَقَالَ: فخُذْ كَلمةً، فَقَالَ: هَذِه واحدةٌ، قل: كَلِمَهْ، ومرَّت بِهِ سِنَّوْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا: اخْسَأْ، فَقَالَ: أَخطأْتَ، إِنما هُوَ} اخْسَئي.
(و) من المجازِ عَن أَبي زيدٍ {خَسَأَ (البَصَرُ) خَسْأً وخُسُوءًا أَي سَدِرَ و (كَلَّ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ} خَاسِئًا} (الْملك: ٤) وَقَالَ الزّجاج: أَي صاغِراً وَقيل: مُبْعَداً، أَو هُوَ فاعِلٌ بِمَعْنى مَفعولٍ، كَقَوْلِه تَعَالَى.
{فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (الحاقة: ٢١) أَءَ مَرْضِيَّة.
( {والخاسئُ من الكلابِ والخنازيرِ: المُبْعَد) المَطرودُ الَّذِي (لَا يُتْرَك أَن بَدْنُو من الناسِ) وَكَذَلِكَ من الشَّيَاطِين. والخاسيءُ: الصاغرُ القَمِيءٌ.
(و) } - الخَسِيءُ، (كأَميرٍ: الرديءُ من الصُّوف) ، وَبِه صَدَّر فِي (العُباب) .
(و) من الْمجَاز: ( {خَاسَئُوا} وتَخَاسَئُوا) إِذا (تَرَامَوْا بَينهم بالحِجارةِ) ، وَكَانَت بَينهم {مُخَاسَأَةٌ، والتركيبُ يَدُلُّ على الإِبعادِ.
[خطأ]
: (} الخَطْءُ) بِفَتْح فَسُكُون مثل وَطْء، وَبِه قرأَ عُبيد بن عُمَير ( {والخَطَأُ) محركة (} والخَطَاءُ) بالمدّ، وَبِه قرأَ الْحسن والسُّلَمِي وإِبراهيم والأَعمش فِي النِّساء (ضدّ الصَّوابِ وَقد {أَخطَأ} إِخْطَاءً) على الْقيَاس، وَفِي التَّنْزِيل {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} (الْأَحْزَاب: ٥) عدّاه بِالْبَاء لأَنه فِي معنى عَثَرتم أَو غَلِطْتُم وَقَالَ رُؤْبَةُ:
يَا رَبِّ إِنْ} أخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ
فَأَنْتَ لَا تَنْسَى وَلَا تَمُوتُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute