بلزومِ حَذْف أَحدِ مَعْمُولَيْها، قَالَه البَدْرُ الدَّمامِينيّ فِي شرح المُغْنِي، فَهِيَ مثَلَّثةُ التاءِ، وإِن أَغْفَلُوه.
ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وأَما الِاخْتِلَاف فِي عَملهَا، فَفِيهِ أَربعةُ مَذاهِبَ أَيضاً:
الأَول: أَنّها لَا تَعملُ شيْئاً؛ فإِن وَلِيَها مرفوعٌ فمبتدأٌ حُذِفَ خَبَرُهُ، أَو مَنْصُوبٌ فمَفْعُولٌ حُذِف فِعْلُه الناصِبُ لَهُ، وَهُوَ قولُ الأَخفش، وَالتَّقْدِير عِنْده: لَا أَرَى حينَ مَنَاصٍ، نَصْباً، وَلَا حِينُ مناصٍ كائِنٌ لَهمُ، رَفْعاً.
وَالثَّانِي: أَنها تعملُ عَمَلَ إِنّ، وَهُوَ قَوْلٌ آخَرُ للأَخْفَشِ والكُوفِيّينَ.
وَالثَّالِث: أَنها حرفُ جَرَ عِنْد الفَرّاء، على مَا نَقله عَنهُ الرَّضِيّ وابنُ هشامٍ وَغَيرهمَا.
وَالرَّابِع: أَنّها تعملُ عملَ لَيْسَ، وَهُوَ قَول الجُمْهُور، وقيّده ابنُ هِشام بِشَرْطَيْن: كَون معمُولَيْها اسمَى زَمَان، وَحذف أَحدِهما. انْتهى.
(فصل الْمِيم) (مَعَ التاءِ المثنة الْفَوْقِيَّة)
مأَت
: (! مُؤْتَةُ بالضَّمِ) والهَمْزِ، وجَوَّزع أَهلُ الغَرِيب بِغَيْر الهَمْز نَقله شيخُنا، وَذكرهَا ابنُ منظورٍ فِي آخرِ تَرْجَمَة مَاتَ، وقيَّدها بالهَمْزِ، وَهُوَ قَول الفَرّاءِ وثَعْلَب، اسْم أَرْضٍ (: ع) بالشَّامِ، حَيْثُ التَقعتْ جُيوشُ المُسْلِمِين وهِرَقْل، وَفِي المَراصِد: اينَّها قَرْيَةٌ من قُرَى البَلْقاءِ فِي حُدُود الشّام.
وَقيل: إِنها (بمَشَارِف الشّامِ) على اثْنَيْ عَشَرَ ميلًا من أَذْرُحَ، حَيْثُ (قُتِلَ فِيهِ) أَي فِي ذالك المَوحضع، ذُو الجَناحَيْنِ (جَعفرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ) المُلَقّب بالطَّيّار، وزَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، وعبدُ الله بنُ رَوَاحَةَ، رَضِي الله عَنْهُم، على كلِّ قبرغ مِنْهَا بِناءٌ مُفرَدٌ، (وَفِيه)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute