للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ٍ أزاله، عَن تجربة، وَإِذا عُجِن بالزِّفْتِ أزالَ داءَ الثَّعلب، ويُتَّخَذُ مِنْهُ شرابٌ فائقٌ، وَله خَواصُّ ذكرهَا الْحَكِيم دَاوُود فِي التَّذكِرة. وقرأتُ فِي كتابِ سُرور النَّفْسِ للإمامِ بدر الدّين مظفّر بن قَاضِي بَعْلَبَكّ مَا نصُّه: نَيْلَوْفَر أقسامٌ كثيرةُ الْوُجُود، مِنْهُ بِالشَّام، وَهُوَ المستعمَل فِي الطِّيب، وَمِنْه نوعٌ فِي مصر أَزْرَق، ومِزاجُه باردٌ رَطْب فِي الثَّانِيَة وشَمُّه نافعٌ من الأمراضِ الحارّة والكُرَب، وماؤُه كَذَلِك، وشرابُه يَنْفَعُ من السُّعال والخُشونةِ ووجعِ الجَنْب والصَّدر، ويُلَيِّنُ البطنَ، وَقد ذكر صاحبُ الْإِرْشَاد وصاحبُ الموجز أنَّ شرابَه دونَ الأشرِبَة الحُلوَة لَا يَسْتَحِيل إِلَى الصَّفْراء، وَهَذَا عَجِيب، ودُهنُه أَبْرَدُ وأَرْطَبُ من دُهنِ البنفسج، وَلَيْسَ فِي الأزهار أبردُ وأرطبُ مِنْهُ.

وذكرَ الرّازيّ أنّ شمَّه ممّا يُضعِف النِّكاح. وشُربَه مِمَّا يَقْطَعه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مُفرح للقلبِ نافعٌ للخَفَقان. انْتهى.

[نفطر]

النَّفاطِيرُ: أهمله الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ، وَهُوَ فِي التَّهْذِيب فِي الرباعيّ: الكَلأُ المُتَفرِّقُ فِي مواضعَ من الأرضِ مُخْتَلفَة، يُقَال: النَّفاطير: أوّلُ نباتِ الوَسْمِيّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقرأت بخطّ أبي الْهَيْثَم بَيْتا للحُطَيْئَة:

(طَباهُنَّ حتَّى أَطْفَلَ الليلُ دُونَها ... نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذورُها)

أَي دَعاهُنَّ نَفاطيرُ وَسْمِيٍّ، وأَطْفَلَ الليلُ: أَظْلَمَ. وَقَالَ بَعضهم: النّفاطيرُ من النباتِ، وَهُوَ روايةُ الأصمعيّ.

والتَّفاطيرُ بِالتَّاءِ: النَّوْر. الواحدةُ نُفْطُورَة، بالضمّ، وَالنُّون زَائِدَة، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ يَعْقُوب وابْن الأَعْرابِيّ. قلتُ: فَإِذن مَحلُّ ذِكرُه فِي فطر، وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ هُنَاكَ، فراجِعْه.