وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ:
(تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ {وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْل الوَكْفِ يَكْبو غُرابُها)
يَقُولُ: تَدَلَّى صاحِبُ العَسَلِ. والسِّبُّ: الحَبْلُ. والجَرْداءُ: الصَّخْرَة. والوَكْف: النِّطع. شَبَّهها بِهِ فِي المَلاسَة، والباءُ فِي بِجَرْداء بمعنَى فِي أَو عَلَى وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الخَيْطَة: الحَبْلُ، كَمَا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ، وأَنْشَدَ:
(تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... شَديدَةُ الوَصاةِ نابِلُ وابنُ نابِلِ)
ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي عَمْرٍ و:} الخَيْطَةُ: حَبْلٌ لَطيف يُتَّخَذُ من السَّلَبِ، وَنَقله السُّكَّرِيّ أَيْضاً فِي شَرْحِ الدِّيوان. فَقَالَ: ويُقَالُ {خَيْطَة هُوَ حَبْلٌ من سَلَبٍ لَطيف. قالَ والسَّلْبُ: شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الحِبال. وَقَالَ غيرُه: الخَيْطَة: خَيْطٌ يكونُ مَعَ حَبْلِ مُشْتار العَسَلِ، فَإِذا أَرادَ الخَلِيَّة ثمَّ أَرادَ الحَبْلَ جَذَبَه بذلك الخَيْطِ، وَهُوَ مَرْبوطٌ إِلَيْهِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السّابِقُ. أَو الخَيْطَةُ: دُرَّاعَةٌ يَلْبَسُها، وَهُوَ قَوْلُ ابْن حَبيب فِي شَرْحِ قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ. وَمن المَجَازِ: خاطَ إِلَيْهِ خَيْطَةً، إِذا مَرَّ عَلَيْهِ مَرَّةً واحِدَة. وَفِي الأَسَاسِ:} خاطَ فُلانٌ {خَيْطَةً: إِذا امْتَدَّ فِي السَّيْرِ لَا يَلْوي عَلَى شَيْءٍ وكَذلِكَ خاطَ إِلَى مَقْصِدِه، أَو خاطَ خَيْطَةً: مَرَّ مَرَّةً سَريعَةً وَقَالَ اللَّيْثُ: خاطَ خَيْطَةً واحِدَةً، إِذا سَار سَيْرَةً وَلم يَقْطَعِ السَّيْرَ. وَفِي نَوادِرِ الأعْرابِ: خاطَ} خَيْطاً، إِذا مَضَى سَريعاً، {وتَخَوَّطَ} تَخَوُّطاً مثلُه، وكَذلِكَ: مَخَطَ فِي الأرْضِ! مَخْطاً، كاخْتاطَ واخْتَطَى، قالَ كُراع: هُوَ مأْخوذٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute