للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شيءٍ كأَرضٍ أَو حائطٍ، وَمِنْه الحَديثُ: لوْ نَجا أَحدٌ من ضَغْطَةِ القَبْرِ، ويُروى: من ضَمَّةِ القَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ وَفِي حديثٍ آخَرَ: لَتُضْغَطُنَّ على بابِ الجَنَّة أَي تُزْحَمونَ. وَمن المَجَازِ: الضَّاغِطُ مثل الرَّقيب والأَمين على الشَّيءِ، يُقَالُ: أَرْسَلَهُ ضاغِطاً على فُلانٍ، سُمِّي بذلك لتَضْييقِه على العامِل، وَمِنْه حَديثُ مُعاذٍ: كانَ عليَّ ضاغِطٌ كَذَا فِي الصّحاح. قلتُ: والحَديثَ أَنَّ مُعاذاً كانَ بَعَثَهُ عُمَرُ رَضِي الله عَنْهُمَا ساعِياً على بَني كِلابٍ، أَو على سَعْدِ بنِ ذُبْيانَ، فقَسَمَ فيهِم وَلم يدعْ شَيْئا حتَّى جاءَ بجِلْسِه، الَّذي خَرَجَ بِهِ على رَقَبَتِه، فَقَالَت لَهُ امرأتُه: أَينَ مَا جِئْتَ بِهِ ممَّا يأَتِي بِهِ العُمَّالُ من عُراضَةِ أَهْلِيهم فَقَالَ: كانَ معِي ضاغِطٌ، أَي أَمينٌ. وَلم يكنْ مَعَه أَمينٌ وَلَا شَريكٌ، وإِنَّما أَراد، وَالله أَعلم، إِرْضاءَ المرأَةِ بِهَذَا القولِ، أَي أَمينٌ حافِظٌ، يعْنِي الله عزَّ وجلَّ المُطَّلِعَ على سَرَائرِ العِبادِ. وَهَذَا من مَعاريضِ الكَلام. والضَّاغطُ: انْفِتاقٌ فِي إِبْطِ البعيرِ وكثْرَةُ لَحْم وَهُوَ الضَّبُّ أَيْضاً، كَمَا فِي الصّحاح، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: بَعيرٌ بِهِ ضاغِطٌ، إِذا كانَ إِبْطُه يُصيبُ جَنْبَه حتَّى يُؤَثِّر فِيهِ أَو يَتَدَلَّى جِلْدُه. وقالَ غيرُه: هُوَ شِبْهُ جِرابٍ أَو جِلْدٍ مُجْتَمِع. وقالَ بعضُهم: الضَّاغِطُ فِي البَعيرِ: أَصلُ كِرْكِرَتِهِ يَضْغَطُ مَوضع إِبْطِه فيُؤَثِّرَ فِيهِ ويَسْحَجُه. والمَضْغَطُ، كمَقْعَدٍ: أَرضٌ ذاتُ أَمْسِلَةٍ جمع مَسيلٍ مُنْخَفِضَةٍ، زَعَموا، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، ج مَضَاغِطُ. وقالَ ابنُ فارسٍ: المَضَاغِيطُ: أَرَضُونَ مُنْخَفِضَة. والضُّغْطَةُ، بالضَّمِّ: الضِّيقُ والإِكْراهُ، يُقَالُ: أَخَذْتُ فُلاناً ضُغْطَةً، إِذا ضيَّقْتَ عَلَيْهِ لتُكْرِهَه