كفَاكَ، {- وقَطِي، أَي كَفَانِي، هكذَا هُوَ فِي النُّسَخ، والَّذِي فِي المُغْنِي وشُرُوحِه: النُّونُ لازِمَةٌ فِي الَّتِي بمَعْنَى كَفَانِي، وعدمُ النَّونِ يَدُلُّ على أَنَّهَا بمَعْنَى حَسْبِي، كَمَا قَالَه شَيْخُنا. وقالَ اللَّيْثُ: وَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ} قَطْ عبدَ اللهِ دِرْهمٌ، فَيَنْصبُونَ بهَا، قَالَ: وَقد تَدْخُل النُّونُ فِيهَا ويُنْصَبُ بهَا، فتَقُولُ: قَطْنَ عبدَ الله دِرْهَمٌ، فَمن خَفَضَ قَالَ إِذا أَضافَ: {- قَطِي وقَدِي دِرْهَمٌ، وَمن نَصَب قَالَ إِذا أَضاف: قَطْنى وقَدْنِي، ومِنْهُم من يُدْخِلُ النُّونَ إِذا أضَافَ إِلى المُتَكَلِّمِ، خَفَضَ بهَا أَو الكُوفَةِ: معنى قَطْنِي: كَفَانِي، فالياء فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، مثل يَاء كَفَانِي، لأَنَّكَ تَقُولُ: قَطْ عَبْدَ اللهِ دِرْهَمٌ وَفِي المُوعَبِ لابْنِ التَّيَّانِيّ: وَيَقُولُونَ: قَطْ عبدِ الله دِرْهَمٌ، يَتْرُكُونَ الطّاءَ مَوْقُوفةً ويَجُرُّونَ بِها. قلتُ: وَهَذَا قد أشَارَ إِلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ أَيْضاً، كَمَا تَقَدَّم قرِيباً، وَقَالَ أَهلُ البَصْرَةِ وهُوَ الصَّوابُ ونَصُّ العَيْنِ. وَقَالَ أَهْلُ البَصْرَةِ: الصَّوابُ فيهِ الخَفْضُ على مَعْنَى حسْبُ زيدٍ، وكَفْيُ زَيْدٍ دِرْهمٌ، وهذِه النُّونُ عِمَادٌ، ومَنَعَهُم أَنْ يَقُولُوا: حَسْبُنِي أَنَّ الباءَ مُتَحَرِّكة والطاء من قَطْ ساكِنَة، فكَرِهُوا تَغْيِيرَها عَن الإِسْكَانِ، وجَعَلُوا النُّونَ الثّانِيَةَ من لَدُنِي عِمَاداً للياءِ. أَو إِذا أَرَدْتَ} بقَط الزَّمَانَ فمُرْتَفِعٌ أَبداً غير مُنَوَّن، تَقول: مَا رَأَيْتُ مثلَه قَطُّ، لأَنَّهُ مثلُ قَبْلُ وبَعْدُ، فإِنْ قَلَّلَت بقَطْ فاجْزِمْها، مَا عِنْدَكَ إلَاّ هَذَا قَطْ. فإِن لَقِيَتْه أَلِفُ وَصْلٍ كُسِرَت، تَقول: مَا عَلِمْتُ إلاّ هَذَا قَطِ اليَوْمَ. وَمَا فَعَلْت هَذَا قَطْ مَجْزُومَ الطّاء وَلَا! قَطُّ مُشَدَّداً مضمومَ الطّاءِ، أَو يُقَال: قَطّ يَا هَذَا مُثَلَّتَهَ الطّاءِ مُشَدَّدَةً، ومَضْمُومَةَ الطّاءِ مُخَفَّفَةً
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute