للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبالأَلفِ أكْثَرُ. وأَمّا أَهْلُ الصَّعِيدِ قاطِبَةً فإِنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَه فِي زَجْرِ الخَيْلِ والإِبلِ والنَّاسِ، كَذلِك يقُولُون: عَاطِ ويَعاطِ، كَمَا سَمِعْتُه مِنْهُمْ مِراراً، وَهِي عَرَبِيَّة فَصِيحَةٌ. وقِيلَ: يَعاطر، وياعاطِ يُنْذِرُ بِهِمَا الرَّقِيبُ أَهْلَهُ إِذا رَأَى جَيْشاً، قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلَيّ:

(وَهَذَا ثُمَّ قَدْ عَلِمُوا مَكَانِي ... إِذا قَالَ الرَّقِيبُ: أَلا يَعاطِ)

قَالَ السُّكَّرَيّ فِي شَرْحِه: عَاطِ: كَلِمَةٌ يَصِيحُ بهَا الصائِحُ، وَهُوَ قَوْله: عَاطِ عاطِ. يَقُول: إِذا جاءَ وَقْتُ الحَمْلَةِ فِي الحَرْبِ، وقالُوا: عاطِ عاطِ، كُنْتُ فِيمَنْ يَحْمِلُ.

وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقَالُ: يَعَاطِ زَجْرٌ فِي الحَرْبِ، قَالَ الأَعْشَى:

(لَقَْ مُنُوا بتَيِّحانٍ سَاطِ ... ثَبْتٍ إِذا قِيلَ لَهُ يَعاطِ)

وَقَالَ الجُمَحِيّ: يَعَاطِ: اسْتِغَاثَةٌ وزَجٌْ. وَقَالَ غَيْرُه: يَعاطِ، أَي احْمِلُوا، وقِيلَ: يَعَاطِ: إِغْرَاءٌ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: يُقَالُ فِي زَجرِ الإِبِلِ: يَا عاطِ، وَفِي زَجْرِ الخَيْل إِذا أُرْسِلَتْ عِنْدَ السِّبَاقِ: يَعَاطِ.

{وأَيْعَطَ بِهِ،} ويَعَطَ بِهِ تَيْعِيطاً، {وياعَطَ بِهِ} مُيَاعَطَةً، وعَلى الأُلَى اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، إِذا قَالَ لَهُ ذلِكَ، أَي {يَعَاطِ،} ويَاعَاطِ، وكَذلِكَ {يَاعَطَهُ} مُياعَطَةً. وَبِه تَمَّ حَرْفُ الطّاءِ المُهمَلَة من شَرْح القامُوس والحمدُ لله حَقَّ حَمْدِهِ، وصَلَّى الله عَلَى سَيِّدِنَا ومَوْلانَا مُحَمَّد النَّبِيّ الأُمِّيّ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِه وذَوِيهِ وعِتْرَتِهِ، وسَلّم تَسْلِيماً كَثِيراً كَثِيراً.