عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهَاراً: زادَ الزَّمَخْشَرِيّ بجَفْوَةٍ، وكَذلِكَ قَوْلُهُ تعالَى: يَوْمَ {يُدَعُّونَ إِلَى نارِ جَهَنَّم} دَعّاً، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَيْ يُدْفَعُونَ دَفْعاً عَنِيفاً. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ: إِنَّهُمْ كانُوا لَا {يُدَعُّونَ عَنْهُ أَيْ لَا يُطْرَدُونَ وَلَا يُدْفَعُون، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(أَلَمْ أَكْفِ أَهْلَك فِقْدانَه ... إِذا القَوْمُ فِي المَحْلِ} دَعُّوا اليَتيِمَا)
وقالَ أَبُو مَنْجوفٍ: {الدُّعَاعُ. كغُرَابٍ: النَّخْلُ المُتّفَرِّقُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ:
(أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فإِذَا مَا جُزَّ نَصْطَرِمُهْ)
(وعَذَارِيكم مُقَلّصَةٌ ... فِي} دُعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُهْ)
وهكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ أَيْضاً، وفَسَّرَهُ بمُتَفَرِّق النَّخْلِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. ورَوَاه المُؤَرِّجُ أَيْضاً هكَذَا، وفُسَّرَ الدُّعَاعَ بِمَا بَيْن النَّخْلَتَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيدة: مَا بَيْنَ النَّخْلَة إِلى النَّخْلة: {دُعَاعٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: ورَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، وسَيَأْتِي. والدُّعاعُ: نَمْلٌ سُودٌ بجَنَاحَيْن عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وَقَالَ غَيْرُه: تُشَاكِلُ الحَبَّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دُعَاعٌ، الوَاحِدَةُ بهَاءٍ. والدُّعَاعُ: حَبُّ شَجَرَةٍ بَرِّيَة مِثْل الفَثِّ قالَ اللَّيْثُ: أَسْوَدُ كالشِّينِيزِ يَأْكُلُه فُقَراءُ البَادِيَةِ إِذا أَجْدَبُوا. وقَوْلُه يُخْتَبَزُ مِنْهُ، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِيّ. قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ فِي قَصيدَةٍ:
(أُجُدٌ كالأَتان، لَمْ ترتَعِ الْفَثَّ ... وَلم يُنْتَقَلْ عليهَا الدُّعَاعُ)
قَالَ: هما حَبَّتان برِّيَّتان، إِذا جَاع البدوي فِي الْقَحْط دقَّهما، وعجَنَهما، واخْتَبَزهما، وأَكلَهُمَا.
والأَتَانُ هَا هُنَا: صَخْرَةُ الماءِ. وَقَالَ غَيره:} الدُّعَاعَةُ: عُشْبَةٌ تُطْحَن وتُخْبز، وهيَ ذاتُ قُضُبٍ) وَوَرَقٍ متَسَطِّحة النِّبْتَة، ومنبتُهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute