وأنتَ خَبيرٌ بأنّه لَا يَصِحُّ أنْ يُرادَ بالأَشْجَعِ الدَّهْر لقولِه: أخَّاذٍ على الدهرِ حُكمَه. فالصوابُ أنّه عَنى بالأَشْجَعِ نَفْسَه، أَو غير ذَلِك، فَتَأَمَّلْ. الأَشْجَع: الطويلُ، وَهُوَ البَيِّنُ الشَّجَعِ، محرّكةً، أَي الطُّولِ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، وامرأةٌ شَجْعَاءُ بَيِّنَةُ الشَّجَعِ كَذَلِك. والأَشاجِعُ كَذَا وُجِدَ بخطِّ الجَوْهَرِيّ، وَفِي بعضِ نسَخِ الصِّحَاح: الأَشاجيع: أُصولُ الأصابعِ الَّتِي تتَّصِلُ بعَصَبِ ظاهرِ الكَفِّ، وَفِي التَّهْذِيب: هِيَ رؤوسُ الأصابعِ، بَدَل أصُول الواحِدُ أَشْجَعُ، كَأَحْمَدَ، وَمِنْه قولُ لَبيدٍ: يُدخِلُها حَتَّى يُواري أَشْجَعَهْ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وناسٌ يَزعُمونَ أَنَّه إشْجَعْ، مثل إصْبَع، وَلم يعرفهُ أَبو الغوثِ، وقِيل: الأَشْجَعُ فِي اليدِ والرِّجْلِ: العصَبُ المَمدودُ فَوق السُّلامَى من بَين الرُّسْغِ إِلَى أُصول الأَصابِع فوقَ ظهر الكَفِّ، وَقيل: هُوَ العظْمُ الَّذِي يصلُ الإصبَعَ بالرُّسْغِ، لكُلِّ إصْبِعٍ أَشْجَعُ، واحتجَّ الَّذِي قَالَ: هُوَ العصب، بقَوْلهمْ للذئب والأَسدِ: عاري الأَشاجِعِ، فَمن جعلَ الأَشاجِعَ العصَبَ قَالَ لتلكَ العِظامِ: هِيَ الأَسْناعُ، وَفِي صفةِ أَبي بَكرٍ رَضِي الله عَنهُ: عاري الأَشاجِعِ، وَهِي مفاصِلُ الأَصابِعِ، أَي كَانَ اللحمُ عَلَيْهَا قَلِيلا، وَقيل: هُوَ ظاهِرُ عصَبِها. وأَشْجُعُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سعدِ بن قيسِ عَيْلانَ: أَبو قبيلَةٍ من العَرَبِ. وشَجَعَهُ، كمنَعَه: غلبَهُ بالشَّجاعةِ، يُقالُ: شاجَعْتُه فشَجَعْتُه فَهُوَ مَشْجوعٌ مَغلوبُ بالشَّجاعةِ. وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: مَا تُغني عنكَ المُساجَعَه، إِذا طُلِبَتْ منكَ المُشاجَعَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute