وتُفْتَحُ نُونُه وَبِهِمَا رُوِىَ قولُ الحَسَنِ: لَعَنَ اللهُ الدّانِقَ ومَنْ دَنَّقَ كأَنّه أَرادَ النَّهي عَن التَّقْدِيرِ والنَّظَر فِي الشَّيْء التّافِهِ الحَقِيرِ، والجمعُ دَوانِقُ، ودَوانِيقُ. كالدّاناقِّ بإِشْباع الفَتْحة، كَمَا قالُوا للدِّرْهَم: دِرهامٌ، قَالَ سيبَوَيْهِ: أَمّا الَّذِينَ قالُوا: دَوانِيقُ، فإِنَّما جَعَلُوه تَكْسِير فاعال، وإِن لم يكُن)
فِي كَلامِهم، كَمَا قالُوا: مَلاميحَ، وتَصغِيرُه: دُوَينيق وَهُوَ شَاذ أَيضاً. وَمن المجازِ: دَنَقَ فلانٌ يَدْنُقُ، ويَدْنِقُ من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ دُنُوقاً كقُعُودٍ: أَسَفَّ لدَقائِقِ الأُمُور نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادِ. والدَّنْقَةُ بالفَتْح: الزُّؤانُ الذِي يَكُونُ فِي الحِنْطَةِ تُنَقَّى منهُ، قَالَه أبُو حَنِيفَةَ، وقالَ ابنُ عبّادٍ: هُوَ والجَنْبَةُ شَيْءٌ واحِدٌ. والدَّنَقَةُ بالتحُرِيكِ: الشَّيْلَم عَن أبي عَمْروٍ. ودَوْنقَ كجَوْهَرٍ: ة، بنَهاوَنْدَ على مِيلَيْنِ مِنْهَا، ذاتُ بساتِينَ، هَكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ عَبَّاد، وضَبَطَه صاحبُ اللُّبِّ بضَمِّ الدّالِ وفتحِ النُونِ، وسيأتيِ ذلِكَ فِي دونْ على الصَّوابِ. وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الدُّنُقُ بضمتَيْنِ: المُقَتِّرونَ على عِيالِهم وأنْفُسِهم. والتَّدْنِيقُ: الاسْتِقصاء وَمِنْه قَولُ الحَسَنِ البَصْرِىِّ: لَا تُدنِّقُوا فْيُدَنقَ عليكُمْ كَذَا فِي الصِّحاح وأَهل العِراق يَقُولونَ: فلانٌ مُدَنق: إَذا كانْ يُداقَُّ النَّظَرَ فِي مُعامَلاتِه ونَفَقاتِه ويَسْتَقْصى. وقالَ الأَزْهرِىُّ: التَّدْنِيقُ، والمُداقَّةُ، والاسْتِقْصاءُ: كِنايات عَن البُخْلِ والشُّحّ.
والتَّدْنِيقُ: إدامَةُ النَّظَرِ إِلى الشَّيْءَ مثلُ التَّرْنِيقِ، يُقال: دَنَّقَ إِليه النَّظَر، ورَنَّقَ، وكذلِك النَّظَرُ الضَّعِيفُ، كَمَا فِي الصِّحاح. والتَّدْنِيقُ: دُنُو الشَّمْسِ للغُرُوب كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute