والتشريق: تقْدِيد اللحْم، وَمِنْه سميت أَيَّام التَّشْرِيق وَهِي ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحْر لِأَن لُحُوم الْأَضَاحِي تشرق فِيهَا، أَي تشرر فِي الشَّمْس حَكَاهُ يَعْقُوب وَقيل سميت بذلك لقَولهم أشرق ثبير كَيْمَا نغير أَو لِأَن الْهدى لَا ينْحَر حَتَّى تشرق الشَّمْس قَالَه ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد وَكَانَ أَو حنيفَة يذهب بالتشريق إِلَى التَّكْبِير وَلم يذهب إِلَى غَيره وَفِي الحَدِيث أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أكل وَشرب وَذكر الله وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة شرب شرب وبعال وَالْأول صَحِيح ذكره مُسلم وَالثَّانِي مُنْقَطع واه قَالَ الصَّاغَانِي وَفِي الحَدِيث من ذبح قبل التَّشْرِيق فليعد أَي قبل أَن يُصَلِّي صَلَاة الْعِيد وَهُوَ من شروق الشَّمْس وإشراقها لِأَن ذَلِك وَقتهَا كَأَنَّهُ على شَرق إِذا صلى وَقت الشروق كَمَا يُقَال صبح ومسى إِذا أَتَى فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ. وَمِنْه الْمشرق كمعظم مَسْجِد الْخيف. وَكَذَلِكَ الْمصلى وَفِي حَدِيث على رَضِي الله عَنهُ لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصر جَامع وَفِي حَدِيث مَسْرُوق انْطلق بِنَا إِلَى مشرقكم يَعْنِي الْمصلى وَسَأَلَ أَعْرَابِي رجلا فَقَالَ أَيْن منزل الْمشرق يَعْنِي الَّذِي يصلى فِيهِ الْعِيد وَقيل الْمشرق مصلى الْعِيد بِمَكَّة وَقيل مصلى الْعِيد مُطلقًا وَقيل مصلى الْعِيدَيْنِ وَقيل الْمصلى مُطلقًا كَمَا جنح إِلَيْهِ المُصَنّف وروى شُعْبَة عَن سماك بن حَرْب أَنه قَالَ لَهُ يَوْم الْعِيد اذْهَبْ بِنَا إِلَى الْمشرق يَعْنِي الْمصلى وَفِي ذَلِك يَقُول الأخطل:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute