فَهِيَ ناتِقٌ ومِنْتاقٌ، وإنّما قيلَ لَهَا ذلِك لأنّها ترْمي بالأوْلادِ رمْياً، وَمِنْه الحَدِيث: عليكُمْ بالأبْكارِ، فإنّهنّ أعذَبُ أفْواهاً، وأنْتَقُ أرْحاماً، وأرْضَى باليَسير، أَي: أَكثر أوْلاداً، أُخِذَ من نتْقِ السِّقاءِ، وَهُوَ نفْضُه. قَالَ الشَّاعِر: بَنو ناتِقٍ كانتْ كثيرا عِيالُها وَقَالَ النّابِغةُ الذُبْيانيّ:
(لم يُحْرَموا حُسْنَ الغِذاءِ وأمُّهم ... دحَقَت عليكَ بناتِقٍ مِذْكارِ)
عَنى بالنّآتِق الرَّحِمَ، وذكّر على معْنى الفَرْجِ، أَو العُضْو. وَقَالَ أَبُو زيْد: نتَق زيدٌ نُتوقاً: إِذا سمِنَ حتّى امتَلأ جِلْدُه شحْماً وَلَحْمًا. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: فلَان لَا ينْتِق أَي: لَا ينطِقُ. قَالَ الصاغانيّ: وَفِي كُتُبِ المَصادِر، والفارابيّ: صرَفَ هَذَا التّركيبَ كصَرْفِ نصَر، وَفِي النُسَخ)
المُعْتَبَرةِ من الجمْهَرة كصَرْف صرَفَ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: المَنْتَق كمَقْعَد: مصَكُّ ثَفِنَةِ الفرَس من بطْنِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الناتِقُ: الفاتِقُ، قَالَ: والنّآتِقُ: الرافعُ، وَبِه فُسِّرتْ الآيةُ، وَقد نتَقه نتْقاً: إِذا رفَعَه من مكانِه ليرْميَ بِهِ. قَالَ: والنّاتِقُ: الباسِطُ، يُقَال: انْتُق لَوْطكَ فِي الغَزالَةِ ليَجِفَّ، أَي: ابْسُطْه. وَمن المَجازِ: النّاتِقُ من الزِّناد الوارِي. وَمن المَجاز: النّاتِقُ من النّوق: الَّتِي تُسْرِعُ اللِّقاح، أَي: الحَمْلَ. والناتِقُ من الخيْل: الَّذِي ينفُض راكِبَه ويُتعِبه حَتَّى يَأْخُذهُ لذَلِك ربْو، وَقد نتَفَه ونَتَق بِهِ ينْتِق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute