بحرفِ اللَينِ التَّابِع لَهَا، فكأنَّ فَعَلاً فَعَالٌ، فَكَمَا يَصِحُّ نَحْو جَوابٍ وجَوادٍ كَذَلِك يَصِحُّ نَحْو بابِ الحَوَكَة، والقَوَدِ، وِالغَيَبِ، من حَيْثُ شُبِّهَتْ فتحةُ العينِ بالألِفِ من بعدِها، أَفَلا تَرَى إِلى حَركةِ العَيْنِ الَّتِي هِيَ سَبَب الإِعْلالِ كيفَ صارَتْ على وجهٍ آخرَ سَببا للتصحيح. ونسوةٌ حَوائِكُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ محلّة:
(كأَنَّ علَيها سَحْقَ لِفْقٍ تَأَنَّقَتْ ... بِها حَضْرَمِيّاتُ الأَكُفِّ الحَوائِكِ)
والمَوْضِعُ مَحاكَةٌ نَقله الْجَوْهَرِي. وحاكَ الشَّيءُ فِي صَدْرِي حَوْكاً: رَسَخَ قَالَ الْأَزْهَرِي: مَا حَكَ فِي صَدْرِي مِنْهُ شيءٌ، وَمَا حاكَ، كُلٌّ يُقال، فمَنْ قَالَ: حَكَّ قَالَ: يحُكُّ، وَمن قالَ: حاكَ قَالَ: يَحِيكُ، قَالَ: والحائِكُ: الراسِخُ فِي قَلْبِك الَّذِي يُهِمّكَ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: الحَوْكُ: الباذَرُوج، وَقيل: البَقْلَةُ الحَمْقَاءُ قَالَ: والأَول أعرفُ. وحاكةُ: وادٍ ببِلادِ بني عُذْرَةَ هَكَذَا هُو فِي العُبابِ، وضَبَطه نَصْرٌ فِي كِتابهِ بالخاءِ المُعْجَمة، قَالَ: وكانَتْ بهَا وَقْعَةٌ. ويُقال: تَرَكْتُهم فِي مَحْوَكَةٍ، كمَقْعَدَةٍ أَي: فِي قِتالٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: حاكَ الشِّعْرَ يَحُوكُه حَوْكاً: نَسَجَه مُستَعارٌ من حاكَ الثّوْبَ من البُردِ، وَمن ذَلِك قَوْلُ كَعْبِ بنِ زُهَيرٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ:
(فمَنْ للقَوافي شانَها مَنْ يَحُوكُها ... إِذا مَا ثَوَى كَعْب وفَوَّزَ جَروَلُ)
وَمن المجازِ أَيضاً: المَطَرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute