للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأَنْشَدَ الجاحِظُ لامْرَأَة وقَدْ لامَها ابْنُها فِي زَوْجِها:

(وَدِدْتُ لَو أنَهُ ضَبٌّ وأَنِّي ... ضُبيبَةُ كُدْيَةٍ وَجَدَا خَلاءَ)

أَرادَتْ بأَنّ لَهُ أَيْرَيْنِ وأَنَّ لَها رَحِمَيْنِ شَبَقًا وغُلْمَةً، قَالَ صَاحب اللِّسانِ: رَأَيتُ فِي حَواشِي أَمالِي ابنِ بَري بخَط فاضِلٍ أَنَّ المُفَجَّعَ أَنْشَدَ فِي التَّرجُمانِ عَن الكِسائي:

(تَفَرَّقْتُمُ لازِلْتُمُ قَرنَ واحِدٍ ... تَفَرقَ أَيْرِ الضّبِّ والأَصْلُ واحِدُ)

قَالَ: رَماهُم بالقِلَّةِ والذِّلَّةِ والقَطِيعَةِ والتَّفَرقِ، قَالَ: ويُقال: إِنَّ أَيْرَ الضَّبِّ لَهُ رَأسانِ والأَصْلُ واحِدٌ على خِلْقَةِ لِسانِ الحًيّةِ، ولكُلِّ ضَبَّةٍ مَسلَكانِ.)

والنَّيزَكُ كحَيدَرٍ: الرمْحُ القَصِيرُ وَقيل: هُوَ نَحْوُ المِزْراقِ فارِسِيٌ مُعًرّبٌ، وَقد تَكلَّمَتْ بهِ الفُصَحاءُ وَمِنْه قَوْلُ العَجّاج: مُطًرّرٌ كالنَّيزَكِ المَطْرُورِ ورُمْحٌ نَيزَكٌ: قَصِيرٌ لَا يُلْحَقُ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وبهِ يَقْتُلُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ الدَّجّالَ كَمَا وَرَدَ فِي الحَدِيثِ، وقِيلَ: النَّيزَكُ: ذُو سِنانٍ وزج، والعُكَّاز: لَهُ زُجٌّ وَلَا سِنانَ لَهُ، والجَمْعُ النَّيازكُ، قَالَ ذُو الرمَةِ:

(أَلَا مَنْ لِقَلْب لَا يَزال كَأَنَّهُ ... من الوَجْدِ شَكَّتْهُ صُدُورُ النَّيازكِ)

ونَزَكَه نَزْكًا طَعَنَه بِهِ أَي بالنَّيزَكِ.

وَمن المَجازِ: نَزَكَ فُلانًا: إِذا أَساءَ القَوْلَ فِيهِ، وقِيل: إِذا رَماهُ بغَيرِ حَق وَهُوَ من حَدِّ ضَرَبَ، كَمَا فِي العُبابِ، وَقَالَ ابنُ الأَثِير، وأَصْلُه من النَّيزَكِ: الرّمْح القَصِير، وَفِي حَدِيث ابنِ عَوْنٍ وذُكِرَ عِنْدَه شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِنّ شَهْراً نَزَكُوهُ أَي: طَعَنُوا عليهِ وعابُوه.

وَمن المَجاز: رَجُلٌ نُزَكٌ كصُرَد وَهُوَ العَيّابُ اللُّمَزَةُ الطَّعّانُ فِي النّاسِ، وقالَ رُؤْبَة: فَلَا تَسمّعْ قَوْلَ دَسّاسٍ نُزَكْ وارْعَ تُقَى اللِّه بنُسكٍ مُنْتَسَكْ والنَّزِيكاتُ: شِرارُ النّاسِ، وشِرارُ المِعْزَى.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: