عندَ بَتِيلٍ، فِي دِيار بني كِلاب، وَقَالَ ذِرْوَةُ بن حَجَفَةَ الكِلابي:
(شَهِدَ البَتِيلُ علَى البَتِيلَةِ أنَّها ... زَوْراءُ قانِيَةٌ علَى الأَوْرادِ)
(مَنَعَ البَتِيلَةَ لَا يَجوزُ بمائِها ... قُمْرٌ يَثورُ جِحاشُها بِسَرادِ)
البَتِيلَةُ: العَجُزُ فِي بعضِ اللُّغَات، لانقطاعِه عَن الظَّهْرِ. وكُلُّ عُضْوٍ مُكْتَنِزٍ بلَحمهِ، مُنْمازٌ: بَتِيلَةٌ، والجمعُ بَتائِلُ. وأنشَد اللَّيث: إِذا المُؤُونُ مَدَّتِ البَتائِلا وعُمْرَةٌ بَتْلاءُ: لَيْسَ مَعهَا غيرُها وَقد بَتَّلَها: أوْجَبَها وَحْدَها، كَمَا فِي الأساس. يُقال: مَرَّ علَى بَتِيلَةٍ وبَتْلَاءَ مِن رَأْيِه: أَي عَزِيمةٍ لَا تُرَدُّ عَن ابنِ عَبّاد.
ومِمّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهم: طَلَّقها بَتَّةً بَتْلَةً، وَهُوَ تأكيدٌ لَهَا. ورجُلٌ أبْتَلُ: بَعِيدُ مَا بينَ المَنْكِبَيْن. وقولُ المُتَنخّل الهُذَلِي:
(ذلِكَ مَا دِينُكَ إِذْ جُنِّبَتْ ... أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ)
قَالَ ابنُ حَبِيب: المُبْتِلُ: المُنفَرِد. وَقَالَ غيرُه: هُوَ واحِدُ المُبْتِلَة، وَهُوَ الَّذِي بَان فَسِيلُه مِنه. وقِيل: الَّذِي تَدلَّتْ كَبائِسُه. ويُروَى: المُنْبِلِ وَهُوَ الَّذِي نَبَل بُسرُه وأَرْطَب. وَفِي الحَدِيث: بَتَّلَ العُمْرَي أَي أوْجَبَها. العُمْرَي: أَن يَقُولَ: أعْمَرتُ لكَ دارِي أَن تسكُنَها إِلَى آخِرِ عُمْرِي. والتَّبَتُّلُ: التَّفرّدُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute