(إِذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فارْجُمُوهُ ... كَما تَرْمُونَ قَبْرَ أَبِي رِغَالِ)
غَيْرُ جَيِّدٍ، وَكَذَا قَوْلُ ابنُ سِيدَه: كانَ عَبْداً لِشُعَيْبٍ، على نَبِيِّنا وعَلَيْه الصَّلاةُ والسّلامُ، وكانَ عَشَّاراً جَائِراً، فَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائفِ يُرْجَمُ إِلَى الْيَوْم. وَقَالَ ابنُ المُكَرَّمِ: ورأيتُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ مَا صُورَتُه: أَبُو رِغال اسْمُهُ زَيْدُ بنُ مُخْلِف، عَبْدٌ كانَ لِصالِحٍ النّبِيِّ عليهِ السِّلامِ، بَعَثَهُ مُصَدِّقاً، وأنَّهُ أتَى قَوْماً لَيْسَ لَهُم لِبْنٌ إِلَاّ شاةٌ واحدةٌ، وَلَهُم صَبِيٌّ قد ماتتْ أُمُّهُ، فهم يُعاجُونَهُ بلَبَنِ تلكَ الشَّاةِ، يَعْنِي يُغَذُّونَهُ، فأَبَى أنْ يأخذَ غيرَها، فقالُوا: دَعْها نُحايِي بهَا هَذَا الصَّبِيَّ، فأَبى، فيُقالُ: إنَّهُنَزَلَتْ بِهِ قَارِعَةٌ منَ السَّماءِ، ويُقالُ: بل قَتَلَهُ رَبُّ الشَّاةِ، فَلَمَّا فَقَدَهُ صالحٌ عليهِ السلامُ قَامَ فِي المَوْسِمِ ينشدُ النَّاسَ، فُخْبِرَ بِصَنِيعِهِ، فَلَعَنَهُ، فَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، يَرْجُمُه النَّاسُ.
وابْنا رَغَالٍ، كَسَحابٍ: جَبَلانِ قُرْبَ ضَرِيَّةَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وَقد أَهْمَلَُه ياقوتُ فِي المُعْجَمِ. وناقَةٌ رَغْلاءُ: شُقَّتْ أُذُنُها وتُرِكَتْ مُعَلَّقَةً تَنُوسُ، أَي تَتَحَرَّكُ، قالَ الصّاغَانِيُّ: هَكَذَا ذَكَرَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي)
هَذَا التَّرْكِيبِ فَأَخْطَأَ، والصَّوَابُ رَعْلاء، بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، وَقد ذَكَره فِي ذَلِك التَّرْكِيبِ على الصِّحَّةِ، فإِعَادَتُه هُنَا خَطَأٌ. ورُغْلَانُ، كَعُثْمَانَ: اسْمٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: فَصِيلٌ رَاغِلٌ: لاهِجٌ، وأَرْغَلَ المَوْلُودُ أُمَّهُ: رَضَعَها، كرَغَلَها، ومنهُ حديثُ مِسْعَرٍ: أنَّه قَرَأَ على عَاصِمٍ فلَحَنَ، فقالَ: أَرْغَلْتَ. أَي صِرْتَ صَبِيَّاً تَرْضَعُ بعدَ مَا مَهَرْتَ الْقِراءَةَ، والزَّايُ لُغَةٌ فِيهِ. وأَرغَلَتِ القَطاةُ فَرْخَها إِذا زَقَّتْهُ، بالرَّاءِ والزَّايِ، ويُنْشَدُ بَيْتُ ابنِ أَحْمَرَ:
(فأَرْغَلَتْ فِي حَلْقِهِ رُغْلَةً ... لم تُخْطِئِ الجِيدَ وَلم تَشْفَتِرْ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute